25‏/10‏/2008

مرثية رقـــــم

اقطف الزيتون...اشعر بنسمة باردة تـُحرك كوفيتي...اغمض عيني وابتسم...افتح عيني وانظر لأمي...تبتسم في وجهي...يضحك العالم.

اشعر بجلبة تأتي من خلفي...لقد أتت الخنازير...المستوطنين.
ثيابهم سوداء...ضفائرهم تـُزيدهم غباءً...مـُكشرين عن أنيابهم من تحت ابتسامات شراهة حب الدماء.

وأنا في أول العمر
رأيت الصمت
والموت الذي يشرب القهوة.

لطموا أمي علي وجهها بعدما كبلوني...صرخت أمي حينما ضربوني.
تملصتُ...ركلتُ...لكمتُ...أدميتُ.

وكفي صلبة كالصخر
تخمش من يلامسها.

صرخ من أدميته وهو يطعنني بجانبي:"عربي لعين".
نطقها بلغتي...لغة من يلعن.

سجـّل...أنا عربي
ولون شعري فحميَّ
ولون العين بنيَّ.

اترنح...اجثو علي ركبتيَّ...تهتز الصورة أمام عيني...يتوقف الزمان.
أري أمي تصرخ...لكني لا أسمعها.
أري كلاب اليهود تضحك...ضحكات الخنازير...تغزو قلبي...تسكنه...تـُحيلـُه خراباً.
فرغ الموت من شـُربِ القهوة...ونهض.
الشهادة تراوغني...تراودني...تهزم ضحكات الخنازير في قلبي.

صورٌ أمام عيني.
أبناء العرب يصافحون الخنازير...يبتسمون بسماجة لأضواء الكاميرات...يبيعون دمي ولحمي علي ساحة الطاولات.
باسم "السلام" يفعلون.

السلام...حنين عدوين للتثاؤب فوق رصيف الضجر
السلام...هو الإنصراف للعمل في الحديقة.

أغصان الزيتون...كانت حديقتي...وكانت حربي وسلامي.
ادراكي يعود...ألتقط بأذني صوت جذب مشط المدفع
وتدرك أنظاري خيط الدم الساقط من رأسي الي مسقط رأسي.
إلي أرضي.


طأطأوا رأسي رغماً عني...يبغون قتلي...ويخشون بأس عيني.
صرخات أمي...وضحكات الخنازير الماجنة.
صرخات أمي...ونداء العذاري يأتي من بعيد.
تختلط الأصوات.
ويعلو صوتي وسط الزخم بالشهادة.

انطلقت الرصاصة...لا أدري أين سكنت...فقد مـِتُ علي أية حال وصرت رقماً في خبر.

الوقت صفر
لم أكن حياً ولا ميتاً ولا عدم هناك ولا وجود.

شريط الأخبار
"سقوط 3 شهداء واصابة طفل علي يد المستوطنين......"
"عباس يؤكد ان السلام الشامل لابـــ...................."

الكلمات ذات اللون الأسود لإبن فلسطين الشاعر
محمــــــــود درويـــــــــش

15‏/10‏/2008

حين تمرد القلم

"الخواء"
هو كل ما أشعر به...أتجه لقلمي لكي أسطر بعض الكلمات التي تعبر عما بداخلي ، فإذا به يقفز بعيداً عني!!
نظرت له وقلت متعجباً : لماذا تهرب مني يا صديقي.

قال:لأنك لن تكتب شيئاً بي....فإنك لا تمتلك ما تكتب.
نظرت له بغيظ وقلت له:وما أدراك أيها المتحذلق بأني لا أملك ما أكتب.

قال لي:أنك تخشاهم.
قلت له:من؟؟!!

دار حول نفسه ببطئ عدة مرات ونظر لي قائلاً:أتدرك أن المدون بعد فترة يجد نفسه يكتب ما يطلبه المُـعلـِقون بمعني أخر أنه يتحول الي "ألة" لكي يقول ما يريد الناس سماعه ومن ثم يحصل علي بعض عبارات الشكر والتقدير.

فكرت في ما قاله لثواني.....هذا القلم علي حق للأسف!!

قلت له:ولكني أكتب ما يجيش في صدري ويجعلني مغتاظاً أو مسروراً.....بمعني أخر أنا أكتب ما أريده وما أريد أن يعبر عني.

قال:وأنا لم أقل العكس ولكن دعني أسألك بعض الأسئلة ولتجب عليها اذا سمحت.
قلت له بتوجس:تفضل.

سألني وقال:هل أعلنت يوماً يامن تكتب ما يجيش في صدرك أنك من عشاق الفكر السلفي وأن رأسك يكاد ينفجر من الدم الصاعد اليه اذا تهجم سفيه - من وجهة نظرك - علي الفكر السلفي.
قلت وقد شعرت بانتصاره:كتبتها علي استحياء مرة أو مرتين.

قال:هل أعلنت يوماً في مدونتك أنك تكره كل من تسول له نفسه بالدعوة لحقوق المرأة علي طريقة "هالة سرحان" و "نوال السعداوي".
قلت ضاحكاً:أستطيع قولها الآن لو أردت.

قال ساخراً:ولكنك لن تقول ان المرأة لابد لها ألا تأخذ كل تلك الحقوق لأن برأيك أن مهنتها المقدسة التي تتمثل في تربية الأجيال هي الحق الأروع التي تـُصر النساء علي اهداره.

ابتسمت وقلت:هل تريد أن تقول أنني أخشي أن أفقد عدد المعلقين القليل الذي أحصل عليه؟
ارتسم بعض المرح علي وجهه ولا أدري كيف يرتسم المرح علي وجه القلم وقال:
اكتب ما تريد ،اكتب عما يعبر عن مدونتك واتجاهها ،اكتب عما يعبر عن مصري الحقيقي لا الذي يجلس في الفضاء السايبري ليكتب ويتلقي التهنئة الحقيقية أحياناً والجافة أحياناً أخري،اكتب فأنا معك،
أنا من قال في وصفي الشاعر الثائر "أحمد مطر":

هذا....يــدٌ وفــم
رصــاصـــة ودم
وتـهـمـة سـافرة
تمشي..بلا قدم!

وقفز في يدي،ابتسمت وقبضت عليه برفق وبدأت في الكتابة،في كتابة ما أريد....ولأقبلن رأي الأخر كائناً من كان.

06‏/10‏/2008

في ذكري الرجال.

هــــــــــــــل أنـــــــــــــــــــــا؟؟

علي الجبهة أجلس،أنظر إلي الجانب الأخر من القناة،أشاهد علمهم يرقص في سماء أرضي.
أرضي أنا....التي اغتصبوها من أبي بعد قتلهم اياه.
يغلي الدم في عروقي وأشعر وكأني سأنفجر من هول الغضب الذي يسكنني.
أنا من جيل يكره اسرائيل ويتمني الموت...بل الحرق...بل النسف لكل وغد يحمل صفة اليهود تلك.
أنا من جيل شهد مذبحة الشباب في النكسة ومذبحة الأطفال في مدرسة بحر البقر.
أنا من جيل عبرت الدبابات علي جسد أخيه في الأسر وسـُرقت أعضاء أبيه في معتقلات اليهود.
أنا من جيل يجلس الآن علي القناة وقد مـّل الانتظار وبدأ يشكوه الصبر للزمان.
أنا من جيل يقبع في خندق ما ،يسمع صوت الطائرات تعبر ولو أول مرة من الغرب الي الشرق.
الي أرضي............أرض مصر.
أنا من جيل ردد "الله أكبر" صائحاً لا يمتلكه سوي شعور واحد فقط.

الغــــضـــــب.

أنا من جيل سقت دمائه أرض الوطن ومات مردداً
"فداك يا وطني".

أم
أنـــــــــــــــــــــا؟؟

علي القهوة أجلس،لا أمتلك أي نظرة وكأن عيني خاوية ، أشاهد نشرة أخبار الفنانين علي روتانا.
أشعر بالملل ولا أشعر بأي شئ سوي هذا الشئ اللعين المسمي بالفراغ.
أنا من جيل قام بالتطبيع مع اسرائيل واتهم كل صاحب نظرية للحرب بالارهاب.
أنا من جيل قـُتل أبناءه علي الحدود من قناص يشعر بالملل كباقي جيلنا.
أنا من جيل شهد حريق قطار الصعيد وقصر ثقافة بني سويف ومجلسي الشعب والشوري والمسرح القومي.
أنا من جيل هاجر بطرق غير شرعية بعيداً عن أرض الوطن ليلقي مصير مجهول في قلب البحر.
أنا من جيل يجلس الأن في البيت لا يسمع سوي أصوات الغانيات ولا شئ سواها.
أنا من جيل تحرش أبناءه ببناته في واقعة شرف ليست الأولي من نوعها.
أنا من جيل ردد "كفاية" صائحاً لا يمتلكه سوي شعور واحد فقط.

الغــــضـــــب.

أنا من جيل سقت دموعه أرض بقايا الوطن وأطلال البلاد ومات مردداً
"الرحمة يا رب".

Blogger template 'WateryWall' by Ourblogtemplates.com 2008