في حجرتي...عبقروهم!!
أعود من الخارج...وبمجرد دخولي الغرفة أشعر ببعض الدفء.
لكم أعشق الشتاء من أجل موقف دافئ كهذا.
أُضيئ النور بالغرفة لأري الآتي.
"المتنبي" يجلس علي الكرسي وقد أغمض عينيه وأتكأ للخلف وهو يُنشد:
ثم نظر الي "أمل دنقل" النائم علي بطنه بعرض سريري ويُمسك بديوان شعر لـ"محمود درويش" وقد أراحه علي الأرض ثم رفع رأسه ببطئ وكأننا في حلم ثم قال:
لم أعرف ان كان يقصد بذلك ما قصده حين قالها أول مرة أم يقصد العلم الذي تكلم عنه المتنبي!!
وحاولت أن أسأل "محمود درويش" القابع أمام مكتبي ولولا احترامي له لكان هناك كلاماً أخر عن جلوسه هناك.
انتفض درويش قبل أن أسأله ورفع ذراعيه عالياً وقال:
عاد الدم يجري في عروقي بعد المفاجأة الظريفة المتمثلة في انتفاضة درويش ، حاولت الابتسام وأنا ألتفت لتصطدم عيني بعين "الأبنودي".
رائع جدا...يبدو اني الأحمق الوحيد هنا.
اتسعت ابتسامتي علي سبيل التحية ، ولكنه قابل الابتسامة بعبوس صعيدي محترم ثم قال:
قال "بتاع" بطريقة فيها إهانة بعض الشئ وان كنت لا أنكر إني أشعر بكوني "بتاع" في بلدي الحبيب.
شعرت بالاختناق ، ووضعت يدي علي حنجرتي ، ترنحت الي أقرب كرسي لي.
وكان "أحمد مطر" يجلس بجانبي.
ابتسم ابتسامة باهتة قليلاً وقال:
عبقروهم - جن وادي عبقر - يقف بقامته الفارعة في وسط الغرفة ولدهشتي بلا دخان أو نار ، يبدو انه جن يحترم نفسه.
نظر لي نظرة طويلة بلا معالم أو ملامح ثم قال:
كل هذا التراث مما سمعت وحتي الآن لم يخرج صوتك من حنجرتك ثائراً!!
فتذكرت أبيات كتبتها يوماً ما...ذكرها هنا سيكون حماقة وسط كل هؤلاء العمالقة.
فنظر لي عبقروهم نظرة بمعني "انطق"
فقلت:
لكم أعشق الشتاء من أجل موقف دافئ كهذا.
أُضيئ النور بالغرفة لأري الآتي.
"المتنبي" يجلس علي الكرسي وقد أغمض عينيه وأتكأ للخلف وهو يُنشد:
ذو العقل يشقي بالنعيم بعقله
وأخو الجهالة بالشقاوة ينعـمُ
وأخو الجهالة بالشقاوة ينعـمُ
ثم نظر الي "أمل دنقل" النائم علي بطنه بعرض سريري ويُمسك بديوان شعر لـ"محمود درويش" وقد أراحه علي الأرض ثم رفع رأسه ببطئ وكأننا في حلم ثم قال:
هي أشياء لا تـُشتري
لم أعرف ان كان يقصد بذلك ما قصده حين قالها أول مرة أم يقصد العلم الذي تكلم عنه المتنبي!!
وحاولت أن أسأل "محمود درويش" القابع أمام مكتبي ولولا احترامي له لكان هناك كلاماً أخر عن جلوسه هناك.
انتفض درويش قبل أن أسأله ورفع ذراعيه عالياً وقال:
سجَّـل أنا عربــــــي
لون العيـن...بـنـــي
لون الشعر... فحمي
لون العيـن...بـنـــي
لون الشعر... فحمي
عاد الدم يجري في عروقي بعد المفاجأة الظريفة المتمثلة في انتفاضة درويش ، حاولت الابتسام وأنا ألتفت لتصطدم عيني بعين "الأبنودي".
رائع جدا...يبدو اني الأحمق الوحيد هنا.
اتسعت ابتسامتي علي سبيل التحية ، ولكنه قابل الابتسامة بعبوس صعيدي محترم ثم قال:
وطنك؟...متباع
سرك؟...متذاع
الدنيا حويطة وانت...بتاع!!
سرك؟...متذاع
الدنيا حويطة وانت...بتاع!!
قال "بتاع" بطريقة فيها إهانة بعض الشئ وان كنت لا أنكر إني أشعر بكوني "بتاع" في بلدي الحبيب.
شعرت بالاختناق ، ووضعت يدي علي حنجرتي ، ترنحت الي أقرب كرسي لي.
وكان "أحمد مطر" يجلس بجانبي.
ابتسم ابتسامة باهتة قليلاً وقال:
ياأيها المدفون في ثيابه
ياأيها المشنوق من اهدابه
ياأيها الراقص مذبوحاً علي أعصابه
ياأيها المنفي من ذاكرة الزمان
شبعت موتاً...فانتفض.
ياأيها المشنوق من اهدابه
ياأيها الراقص مذبوحاً علي أعصابه
ياأيها المنفي من ذاكرة الزمان
شبعت موتاً...فانتفض.
عبقروهم - جن وادي عبقر - يقف بقامته الفارعة في وسط الغرفة ولدهشتي بلا دخان أو نار ، يبدو انه جن يحترم نفسه.
نظر لي نظرة طويلة بلا معالم أو ملامح ثم قال:
كل هذا التراث مما سمعت وحتي الآن لم يخرج صوتك من حنجرتك ثائراً!!
فتذكرت أبيات كتبتها يوماً ما...ذكرها هنا سيكون حماقة وسط كل هؤلاء العمالقة.
فنظر لي عبقروهم نظرة بمعني "انطق"
فقلت:
وحين جاء الموت ليقبضني
ضحك وقال
كيف أقبض من كان ميتاً بالكتمان؟؟!!
ضحك وقال
كيف أقبض من كان ميتاً بالكتمان؟؟!!