27‏/06‏/2009

قصاصات


مبتدأ للدخول

حين تفكر بصوت عالي
فلن تسمع سوي طنين الصدي
وصوت عقلك الدائر كالرحي
يطحن أفكارك كحبات قمح
ولا تعجب حين تصير شاحباً
فدقيق أفكارك أحالك أبيضاً

مساحة للصراخ

قد تشعر يوماً بالاختناق
بالرفض
بشعور عارم بالرغبة في الصراخ
حتي تلتهب حنجرتك
لا لشئ
سوي لأن تصرخ
ليس اعتراضاً علي شئ
إنما للشعور بأنك قادر علي الصراخ

دعوة للأمل

لا تيأس
حتي وإن ظلت منغصة حياتك
هي الخوف مما سيحدث
حين تنتظر مصيبة يعرف الجميع وقوعها لا محالة
حينها سيقتلك الانتظار الذي صار يـُحسب بالشهور
فلا تيأس
لأنه مكتوب!!

رسالة حب

لم أرها منذ زمن
ولكنها لم تصر يوماً ذكري
ففي أنفاسي أجدها
وفي دوران رحي عقلي أشعر بها
تصب عليه الماء البارد فيهدئ عنفه
أجدها في سلامي وحربي
تعقلي وجنوني
ياحبيبتي
لقد صرتي أسلوب حياتي

وثيقة استسلام

أعلن أنا الموقع أدناه
أني قد استسلمت
وأعلنت خضوعي التام
الي المقاومة
فاحذروا من استسلامي
فإنه لم يكن يوماً
استسلام للخنوع

17‏/06‏/2009

إني عائـــــد


"في صحراء سيناء هواء الفجر له طابع خاص...له بريق وله هدوء....ورائحة البحر القريب تـُشعرك بالانتعاش"....كانت تلك كلماته لها....لذلك كانت كل يوم تصعد لأعلي البيت وترفع كفها كي يلامس جبينها ناظرة الي الصحراء الممتدة أمامها غرباً....لعلها تراه.

تذكر أن أمها حكت لها يوماً عن حلم....حلم تسلل لنومها وهي تحملها جنيناً في بطنها...كانت قد رأت عجوز حلبت الماعز وأعطتها الاناء وكان اللبن فيه شديد البياض...ثم قالت العجوز لأمي:"بدي ينجلع لي عين..وأعرف من راح يشرب هذا الطلس"...أخبرتها أمها أنها هي الطلس...لا بل اللبن الأبيض الطازج...فتـُري ياحبيبي هل تكون أنت شاربه؟؟

كان جندياً رائعاً....انطلق عشرات المرات مع زملاؤه من بيتنا لتخريب وحدات جيش العدو العسكرية....أحبها وأحبته....طالما نظرت لنفسها في المرآة لتتذكر كلماته متغزلا بها واصفاً سحرها الأسمر كما كان يدعوه....طلب منها الزواج....قبلت ولكن قبولها كان مشروطاً بأن تنتهي الحرب.

وفي يوم العبور جاءها مهللاً ومبشراً بأنهم لن يهدأوا حتي يقتلوا كل عدو مغتصب....واستمر في القتال حتي أًوقف إطلاق النار...حينها ظل يـُرسل لها الخطابات....كان يذكر حكمة الرئيس السياسية ولكنه يشتاق الي الحرب....كان يقول "لمثل هذا وُلدت".

تذكر خطابه بعد إتمام إتفاقية السلام....كان حزيناً بل كان مطموساً بالحزن....أخبرها فيه بأن "كيف نضع أيدينا بأيدي من قتلونا وقتلوا اخواننا"...وكانت خطاباته بعدها أشد حزناً....كان يذكر الكثير عن التطبيع...والانفتاح....وأشياء أخري لم تفهمها ولكنها كانت تحزنها لا لشئ سوي انها تـُحزنه.

هواء الفجر يداعب شعرها المتناثر...تتذكر أحلامه عن زواجهما...وكيف ان الجيش سوف يكرمه....وسوف نبني بيتاً في قريته...ونتزوج ونربي أولادنا حتي يصبحوا قادة عظام....قال انها في حياته كشمس لها دفء خاص....دفء سيجعله أفضل الرجال.

في خطابه بعد مقتل الرئيس...كان شعوره متناقضاً...يذكره بالخير مرة ويذكره بالشر أخري...يخشي أن تسقط البلاد من بعده...ولكنه يثق في اختياره للنائب...يتوجس من الرئيس الجديد...ويقول انه اشترك في الحرب....ولكنها الرئاسة حيث لا يعلو صوت فوق صوت العقل...هكذا كان يقول..وهكذا كانت تؤمن.

انقطعت خطاباته عنها...وانقطعت أخباره...وظلت تتسائل..هل هي النهاية؟؟....لا ليست النهاية...فقد كان ينهي كل خطاب بكلمات أظنها خالدة...كان يكتب "إني عائد"....تـُري هل سيعود حقاً...طالما كانت خطاباته لها هي مأوي ومنفذ له كي يشعر بالبراح والارتياح....يتحدث بلا رقيب وبلا مانع....وقد كانت هي خير مستمعة...تتألم لألمه...وتفرح لفرحه.

ألمها خطابه الأخير جدا....لأنه كان يتألم أيضاً...كان يتحدث عن الرئيس الأزلي حسب تعبيره...يقول لها ان الرجل صار بلا أي قيمة تـُذكر....وأخبرها أن الانفتاح الذي كان غاضباً منه....صار الآن حلم جميل صعب المنال في ظل توحش رجال الأعمال في بلادنا....كان يشكو من كل شئ....ويبكي علي كل شئ...ولكنه برغم اليأس المتفجر من خطابه... خرجت نبتة الأمل متمثلة في قوله....."إني عائد".

لذلك كانت تصعد كل يوم فجراً إلي أعلي البيت...تبحث بعينيها عنه في الصحراء...لعله يكون قد أتي من رحلة طويلة....فتمد له راحتيها....وتسهر علي رأسه وهو نائم....وحين يفيق من التعب..يتزوجها...وينجبا القادة الذي حلم يوماً بإنجابهم.

أخبرها بأنه سيعود...وهي تنتظر لأنه قال...."إني عائد".

15‏/06‏/2009

عقل بلا أصفاد

توقفت عن الكتابة منذ زمن ولا أدري ما السبب؟...هل السبب هو تغير أحوالي في الفترة الأخيرة...ولست هنا لأكتب عن أحوالي...ولكني هنا لأكتب عما يدور بداخلي.

فكرت في بداية جديدة تفي بالغرض الذي أكتب...وتحويل اسم المدونة من "مصري وافتخر" الي "عقل بلا أصفاد".
طبعاً لم أتخلص بعد من مصريتي ومازلت والحمد لله أفخر بها...ولكن أحيانا كنت أجد قيود علي ما أكتب بسبب اسم المدونة...أشياء تـُكتب كأدبيات - رديئة بالطبع - أو هي سينمائيات - تحليل متواضع - وكان لابد لها من مكان هنا.
حين تزدحم رأسك بالأشياء وتشعر ان هناك قيود وأصفاد عليها ستدرك ما أود قوله.

أتمني أن يـُعجبكم ما يـُكتب هنا علي أية حال وأياً كان العنوان.
وأتمني أن نتناقش فيما كـُتب بنفوس راضية وهادئة لأني مازلت أقبل الآخر والحمد لله.

جديد المدونة قريباً.....أسعد جدا بتكريمي بزيارتكم.

Blogger template 'WateryWall' by Ourblogtemplates.com 2008