07‏/12‏/2009

البرادعي

سياسية من جديد...بطريقة ما امتنعت عن الكلام في السياسة لا لشئ سوي فقدان الأمل وأشياء من طراز "نستاهل اللي يحصلنا"...لكن مع الوقت تكتشف ان الدائرة التي تزعم انك لا تتكلم عنها تحتك برأسك كل يوم محدثة مشاكل اسطورية وكوارث كونية...إنها دائرة السياسة.

البرادعي...منذ شهور يقرر الوفد - الحزب الأقدم في مصر - ترشيح الدكتور البرادعي لرئاسة الجمهورية...ومع الوقت يشتد الكلام حول هذا الأمر حتي صار ترشح البرادعي هو الشغل الشاغل لأوساط المعارضة ومثقفي وسط البلد من الشباب.

إن للبرادعي بعض النقاط التي في صالحه...مثل كونه "تعليم أجنبي" - بلغة أهل الشارع - أي أنه سافر هنا وهناك وشاهد دول متقدمة علمياً ودول ديمقراطية ودول لها شئون نووية...وأشياء من هذا القبيل....نقطة أخري له...هو ترأسه لوكالة الطاقة الذرية ومنصب بهذا الحجم قد يؤهله لادارة دولة وإن كانت تلك النقطة في بعض وجهات النظر تؤخذ عليه لا له....نقطة أخري...أنه يدعو لتغيير الدستور لجعل فترة الرئاسة مرتبطة بفترتين فقط اجبارياً وأن يتم ترشيح أي شخص من الشعب وليس بحسب القانون الحالي الذي لم ينقصه سوي كتابة اسم المرشح"....وأن يكون اسم المرشح جمال مبارك!!".

الجرائد القومية تحت قيادة سفهاء الصحافة المصرية تولت نعت البرادعي بكلمات من طراز..."سويدي يحلم برئاسة مصر"..."هو جاي من بره يعدل علينا"..."أجنبي لا يعرف كيف تسير البلاد"....وهنا يتفتق ذهن أي شخص حتي لو كانت كوثر بائعة الفجل عن سؤال..."هي البلد ماشية اساساً؟؟؟"..."وان كانت تسير بالفعل فكيف تسير؟؟"....ان هجوم الجرائد القومية علي البرادعي لهو أدعي لأن يكون البسطاء في صالحه لأن الجرائد القومية عند البسطاء سوي لوضعها علي الطبلية لأكلة سمك تتكرر من وقت لآخر..دعنا من كون انهم يشترونها بالكيلو وليس لمتابعة إنجازات الحزب الحاكم.

في النهاية أتسأل اين ذهب نجم السيد "عمرو موسي"؟؟...وهل سيفضل اللعب بأوراق غامضة حتي النهاية؟؟...أعلم ان سياسته العبقرية تجعله بالتأكيد الرجل ذو الخطة...وتسليط الضوء علي البرادعي يخفف من الضغط عليه ويعطيه المزيد من الحرية القليلة جدا في عهد النظام الحالي الذي لا يستبعد الناس أن يغتال المرشحين الاثنين البرادعي وموسي في ضربة قوية للديمقراطية...هكذا يظن رجل الشارع وهكذا ما يقوم به "غشم" الجهاز الأمني.

مبارك سيرشح نفسه بالتأكيد من وجهة نظري بسبب كثرة المستفيدين من وجودة والذين هم كعدد ومناصب أكثر من المستفيدين من وجود جمال في منصب الحاكم...وأقصد بذلك الحرس القديم وان كان يتهاوي وجوده بالفعل.

وفي النهاية يـُصر الشعب ان من يوفر لقمة العيش هو الأحق حتي ولو كان عيش "بدود"...واللي نعرفه احسن من اللي ما نعرفوش!!

Blogger template 'WateryWall' by Ourblogtemplates.com 2008