03‏/03‏/2012

الملاذ الأخير

صغاراً :
كنا نهرب من الواقع باللعب والخيال البسيط في أفلام كرتونية ونوم بضمير الأطفال
مراهقين :
كنا نهرب من الواقع بلعب الكرة وجموح استعراض القوة
كباراً :
ما زلنا نهرب من الواقع ... أحياناً بالكتابة ... وأحياناً بالـ " سرحان " ... مما يسمي مجازاً ... تأمل

عودة من جديد الي التدوين ... لعلي أجد شئ من نفسي يا وطني !!

19‏/01‏/2011

وداعاً ... رأسي

العرق ... وتراقص المشهد ... وتضارب الأفـكار ... ثلاثية لا تنفك أبداً.

عند من ؟؟؟

قد أكون أنا ... وقد أكون لا أدري!!

الأمر أشبه بالجحيم!!

"مازال تحت الرماد ... نار".

أضحك كثيراً ... وابكي أكثر ... اثنان يتصارعان.

اعلم من سينتصر في النهاية!!

ولكنه حب أن تفعل الخطيئة ... أن تقتنع بأنك واهم تماما ومع ذلك تؤمن بهذا الوهم.

"أحدهم سوف يرتكب خطأً"

ومع ذلك يرتكبون الأخطاء منذ ألف عام ولا أحد يتحرك.

الأمر أشبه بكونه قبر من الثلج ... كل شئ متوقف حتي الدم في العروق ... والجميع يُصر انه مختل!! ... ولا أحد فكر أن يقول انه "ماس كهربائي"!!

دعنا نتوقف عن التعقل قليلاً لأنه لم يعد يفيد.

وسوف أتوقف أيضاً عن كوني ملتزماً ببعض القواعد في الكتابة.

أنا أكره الأغبياء ممن يدعون الفهم وهم كالبلهاء ... يكررون كلاماً يسمعونه راسمين علي وجوههم أقوي آيات الذكاء وحيتعترض يمطرونك بوابل من السباب بدءاً من رجعي ومتخلف حتي ديماجوجي وأناني!!

هل تعلم من هم.

دعني امسح عرقي وأحاول أن اثبت قليلاً حتي لا يهتز وجهك أمامي.

هم رؤساء الدول العربية والوزراء وأدباء الجنس وبائعات الهوي وكتّاب الشعر الردئ والراقصين باسم الحرية والبوهيمين باسم التحرر العقلي والعراة باسم الفن والمتشدقين باللغة باسم الأدب أو "قلة الأدب" وبائعي الورد عنوة علي كوبري قصر النيل وهذا العجوز الذي لا يكف النظر عن الي تضاريس كل من عبر باحثاً بشبق عما يروي ظمأه المريض.

نعم أكرههم جميعاً ... دعنا لا يذهب بنا الغباء الي أن نذكر أسماء بعينها لكن الأمر بيّن أيها السادة.

الأمر أشبه باللعن ... و" الامر أشبه "جملة متكررة هنا كثيراً!!

هل فكرت يوماً في أن تعترض ... وسائلنا أقل ما يقال عنها انها "هطلة".

بدأت التدوين منذ أعوام لكي أنام قرير العين مربتاً علي كرشاً وهمياً شاعراً بالرضا عن نفسي وممنياً عقلي الحالم بأن "بكرة أحسن".

قرروا تنحيتي عن المنبر واما المنبر واما المستقبل!!

اذهبوا الي الجحيم جميعاً فما وعي رأسي ياكلاب التبعية لا تستطيعون أن تحصلوا خمسه ولو بعد مائة عام.

مغرور!!

أدري وأعلم ان سيرتي مغرورة وحركاتي مغرورة فأنا مسلم مصري عربي واسمي أسامة ملعون في كل مطارات الغرب وكل الطرق بالنسبة لي تؤدي جوانتانامو ... ادفع سنة من عمري خلف القناع باسم الوطن!! ... وسأدفع سنين أخري حتي أستوعب ما استوعبه "نجيب سرور" في أمياته.

أركع علي ركبتي ... وأستجمع كل قواي ... كي أتقيأ.

وانظر الي البساط ... كم احتاج الي صبر لعمل كل تلك النقوش.

"وقتلي علي شط العراق كأنهم ... نقوش بساطٍ دقق الرسم غازله"

من جديد يقفز الآخر مذكراً أياي بالقضية ... أي قضية؟؟ ... قضية الايمان بالأوطان!!

يرتجف ركن فمي بما يشبه الابتسام وشعور الحموضة الطاغي في صدري يعلن ان معدتي فارغة الآن ... والتلفاز يعلن عن تغوط الرؤساء بصوت عالِ.

"هي أشياء لا تُشتري" ... لكننا بعناها وبدون ثمن.

"وذو العلم يشقي في النعيم بعقله" ... والجهل مرسوم بأعتي آياته علي النخبة.

وعبقروهم يقف في غرفتي ... ومازال يصدم رأسه بالحائط قائلاً "اه ياعالم يا وسـ...."

أيها السادة سيأتي يوماً أشاهد فيه نفسي لا أهتم حينها سأحافظ علي ما تبقي مني وحينها ستتوقف تلك الوخزات في صدري والألم العاصر في كتفي الأيسر. وسأتوقف يومها عن بصق الدماء حين الاستيقاظ علي طريقة "صباح الخير".

02‏/01‏/2011

الحرب والحب

طالما اتربطت الحرب بالعاطفة في الأدب أو في السينما ... وتلك الي حد ما حقيقة ... فالضغوط تُجرد الانسان الحقيقي من كل الصفات السيئة ... لهذا قد ألجأ دائماً الي قلب الحبيبة مبتعداً عن كل اللغط والتخريب والتزوير والاهانة وفقدان الكرامة وكراهية الطبقات المتحكمة ولهو الشعب وفقد النطق وسلسلة الأفكار وارادة الغير الحمقاء وحكم النفس علي النفس وما شابه.

الأمر أكثر من أن تحتمله الجبال ... لذلك كان ولابد من وجود هدنة في سماع صوت هادئ وكلام جميل أو نظرة أمل أو لمسة مطمئنة.
انها أشياء تحدث لكي نكمل الطريق ... نكمله ونحن نعلم اننا قادرون علي المواصلة ... لأنه ما بالكم بإنسان يـُقدم المشيئة في كل كلامه؟؟

لذلك أهرب من مصر إليها.
كهجرة من وطن الي وطن أفضل.

28‏/12‏/2010

أما السفينة

خطواتي ثقيلة نوعاً ما .... أعلم اني مظلوم وأن ما يحدث هذا أمر حقير اسمه تعمد ايذاء .... خطوات شبه مهزوزة كالضوء المتراقص من حولي بسبب الرياح الشديدة ... وصوتها المخيف المقبض ... أحاول أن ابتسم لاغياً في خيالي كل نظرات الشفقة التي تخترقني كما تخترقني ذرات الرمال وتؤذي عيني ووجهي .

شتان بين العالمين .... بين الحرية والسجن ... بين النور والظلام ... بين شعور انك بالخارج وانك بالداخل .. الآن!!

ينغلق الباب الثقيل وتكتشف انك وحدك واقفاً في تلك الغرفة الضيقة التي تحتوي بيتاً للخلاء في ركنها تستره "بطانية" تكاد تخفي شكله لكنها لا تخفي رائحته ... أري في الركن خيالات لأناس أتوا هنا من قبلي وجلسوا في الأركان وبكوا طويلا ... يد خفية تقبض علي حنجرتي ... والعنيد الذي بداخلي يحاول انتزاعها.

أحاول أن أسترد أنفاسي ... أستند الي الحائط البارد ... وأتذوق طعم الظلم الغسّاق .

تتصارعان ... يد القهر ويد الارادة ... ينزفان أفكاراً ... وتتطاير من أفواههم كلمات اليأس والرجاء.

حينها تأتي يد الارداة بضربة النهاية صارخةً ... "أما السفينة".

وحينها ابكي .... وأصرخ "أما السفينة".

03‏/10‏/2010

هذيان جديد

أشياء وكائنات ... ألخص كل الدنيا بطريقتي تلك بكل بساطة ... فالأحداث أياً كانت فهي أشياء ... والشخصيات أياً كانت أيضاً فهي كائنات ... فالحياة بسيطة بطبعها ... ولا داعي للتعجب انني أنا تحديداً من يقول ذلك

"تم حذف نص به الكثير من الأمور الشخصية لا لشئ سوي لأنها شخصية!!"

الحياة أسهل من كل ذلك ... الحياة كما ذكرت سالفاً لا تعنيني بشئ ابداً ... الحياة هي سجدة بدون نفاق ... هي بشاشة أهل عند العودة من الغربة ... الحياة هي جلسة وسط الأصدقاء أقوم فيها بدور " الدينامو " .... الحياة كلمة عابرة من فم الحبيب ينتشي لها قلبي ... تلك هي الحياة ... أشياء وكائنات ... لكني أسرق منها تلك اللحظات ... ورغماً عنها.

أؤمن كون كل فرد في الحياة هو حالة واحدة فقط ... نسخة لا تتكرر في الدنيا في الوقت الحالي علي الأقل ... وأؤمن أيضاً ان كل شخص هو استثناء من كل القواعد المعروفة - وخاصة السخيف والمبتذل منها - حتي يُثبت العكس

لا أدري لماذا أخط تلك الكلمات ... لكن أحد الأسباب التي تطل من بعيد هي انني احتاج لبعض التنشيط النفسي ... أي ان هذا الكلام في المقام الأول هو كلام موجه لي!!

14‏/06‏/2010

فلسفة

أؤمن اننا نعيش حياة قصيرة جدا ... وأعلم ان الطريق الوحيد للمرور منها هو الاقتناع بالقضاء والقدر ... التذمر لا يعيد شيئاً أبداً ... قد تمر الحياة بائسة ولكن دائماً ما تُدرك حين يأتي اليقين ان النصيب قد اكتمل .... حين تفقد شخصاً ما فإنك سوف تراه ولكن في حياة أخري ... حياة أبدية ... حياة قد تعني الكثير لذوي الرضا بالقضاء والقدر ... لذلك كل ما علينا الآن أن نختار كيف تكون حياتنا ... وندع القدر يحدد كيف تسير الحياة بعد ذلك ... كل ما علينا ان نقتنع بأننا مُسيرون لما نختاره ... أو ... مُخيرون لما كُتب علينا أن نسير إليه.

07‏/12‏/2009

البرادعي

سياسية من جديد...بطريقة ما امتنعت عن الكلام في السياسة لا لشئ سوي فقدان الأمل وأشياء من طراز "نستاهل اللي يحصلنا"...لكن مع الوقت تكتشف ان الدائرة التي تزعم انك لا تتكلم عنها تحتك برأسك كل يوم محدثة مشاكل اسطورية وكوارث كونية...إنها دائرة السياسة.

البرادعي...منذ شهور يقرر الوفد - الحزب الأقدم في مصر - ترشيح الدكتور البرادعي لرئاسة الجمهورية...ومع الوقت يشتد الكلام حول هذا الأمر حتي صار ترشح البرادعي هو الشغل الشاغل لأوساط المعارضة ومثقفي وسط البلد من الشباب.

إن للبرادعي بعض النقاط التي في صالحه...مثل كونه "تعليم أجنبي" - بلغة أهل الشارع - أي أنه سافر هنا وهناك وشاهد دول متقدمة علمياً ودول ديمقراطية ودول لها شئون نووية...وأشياء من هذا القبيل....نقطة أخري له...هو ترأسه لوكالة الطاقة الذرية ومنصب بهذا الحجم قد يؤهله لادارة دولة وإن كانت تلك النقطة في بعض وجهات النظر تؤخذ عليه لا له....نقطة أخري...أنه يدعو لتغيير الدستور لجعل فترة الرئاسة مرتبطة بفترتين فقط اجبارياً وأن يتم ترشيح أي شخص من الشعب وليس بحسب القانون الحالي الذي لم ينقصه سوي كتابة اسم المرشح"....وأن يكون اسم المرشح جمال مبارك!!".

الجرائد القومية تحت قيادة سفهاء الصحافة المصرية تولت نعت البرادعي بكلمات من طراز..."سويدي يحلم برئاسة مصر"..."هو جاي من بره يعدل علينا"..."أجنبي لا يعرف كيف تسير البلاد"....وهنا يتفتق ذهن أي شخص حتي لو كانت كوثر بائعة الفجل عن سؤال..."هي البلد ماشية اساساً؟؟؟"..."وان كانت تسير بالفعل فكيف تسير؟؟"....ان هجوم الجرائد القومية علي البرادعي لهو أدعي لأن يكون البسطاء في صالحه لأن الجرائد القومية عند البسطاء سوي لوضعها علي الطبلية لأكلة سمك تتكرر من وقت لآخر..دعنا من كون انهم يشترونها بالكيلو وليس لمتابعة إنجازات الحزب الحاكم.

في النهاية أتسأل اين ذهب نجم السيد "عمرو موسي"؟؟...وهل سيفضل اللعب بأوراق غامضة حتي النهاية؟؟...أعلم ان سياسته العبقرية تجعله بالتأكيد الرجل ذو الخطة...وتسليط الضوء علي البرادعي يخفف من الضغط عليه ويعطيه المزيد من الحرية القليلة جدا في عهد النظام الحالي الذي لا يستبعد الناس أن يغتال المرشحين الاثنين البرادعي وموسي في ضربة قوية للديمقراطية...هكذا يظن رجل الشارع وهكذا ما يقوم به "غشم" الجهاز الأمني.

مبارك سيرشح نفسه بالتأكيد من وجهة نظري بسبب كثرة المستفيدين من وجودة والذين هم كعدد ومناصب أكثر من المستفيدين من وجود جمال في منصب الحاكم...وأقصد بذلك الحرس القديم وان كان يتهاوي وجوده بالفعل.

وفي النهاية يـُصر الشعب ان من يوفر لقمة العيش هو الأحق حتي ولو كان عيش "بدود"...واللي نعرفه احسن من اللي ما نعرفوش!!

15‏/10‏/2009

الآنتي نقاب

أحيانا نري ان بعض الموضوعات تـُقتل كتابة وقراءة وفحصاً وتمحيصاً...ثم يأتي شاب مثلي لـ(يطرطش) بآراء سخيفة عن الموضوع مـُكرراً لكل ما قال ومـُستفزاً لمشاعر القارئ...الذي هو علي الأرجح أحد أصدقائي أو أشخاص يعرفون اني ارتكب جريمة الكتابة!!

علي أية حال هذا الموضوع عن الـ(آنتي) نقاب...فلكل فعل رد فعل مساوِ له في القوة ومضاد له في الاتجاه...هكذا قال نيوتن وهكذا الحياة تسير...وهذا اللفظ بالطبع أحتفظ بحقوق نشره من باب (تمخض الجبل فولد فأراً)!!

كثر الجدال حول النقاب وفرضيته وما الي ذلك من أشياء وآراء يجعل الضجر المتسلسل الي أعماقك شئ أكيد الحدوث...ولكن دعنا نتمهل قليلاً...ومن فضلك دعنا نبتعد عن رأي الدين في الأمر.

لا تكاد تذكر أن النقاب حرية شخصية...حتي يقفز كل من قلع وخلع...وأسقط ورفع...أن النقاب ليس من الدين...فلنفترض قليلاً ان ذلك الرأي صحيح...ولكن هل الـ(جينز) الضيق للمرأة من الدين؟؟!!..أم انه الـ(بادي) الذي من الدين؟؟!!...حقيقةً لا أذكر أني قرأت ان أحدهما - عليهما من الله كل ما تضيق به نفسي - يمت للدين بصلة!!

هنا يقفز من قلع وخلع..و..و..و.....بأن كل إمرأة لها الحق في أن ترتدي ما تشاء وأن تلك من سمات التحضر...يتبادر الي ذهني وقتها علاقة طردية بين ارتفاع الـ(جيب) وارتفاع مركبة الفضاء الصاعدة للقمر!!

ثم يأتي نفس الشخص (الآنتي نقاب) ويـُردف بعد أن تأكد ان سماعات (الام بي فور) تنتصف عن منتصف قفاه - أعزكم الله -...أن النقاب يـُستخدم من قِبل بعض الرجال لعمل أشياء منحرفة...ثم يـُسهب ويطنب نفس الشخص عن حالة سرقة هنا وقتل هناك تمت والسبب هو...النقاب...يقولها والاشمئزاز يـُطل من وجهه وكأنه أكل أمعاء ناقة!!

أحاول أن أهرش في رأسي مسترجعاً كل ما حدث في الأعياد في وسط البلد من تحرشات بـ(الجينز) و (البادي)...هل كان الرقم يفوق الألف حالة؟؟...أظنه كذلك...وأظنها أيضاً تمت في وقت قصير جداااا.

دعنا نقف من بعيد نراقب نفس الشاب الذي قلع وخلع...لتجد أن يتبع (جينز) هنا أو (بادي) هناك...وللغرابة لا يتبع (نقاب) هنا أو (خمار) هناك...سيصل لك بالمنطق انه لا يعترض سوي ليـُشبع رغبة كامنه أو مرض نفسي يستهلك خلاياه الرمادية في التفكير.

إنها أشياء دارت بخلدي وودت ألقائها هنا منعاً لزيادة الضغط.

04‏/09‏/2009

الشاهد



- "عبد الجواد الفرماوي"

هكذا نادي حاجب المحكمة علي اسمي وقد رفع به عقيرته حتي ظن الناس انه يبغي ان يصيبهم بالصمم...أما أنا ففكرت انه قد نطقها بعلو صوته بعدما ظن ان سنوات عمري السبعين قد أثرت علي سمعي بالتأكيد.

أدخل من باب المحكمة لأجد أن أنظار الجميع كلها وبلا استثناء تتجه لي وأنا أسير متكأً علي عصاي...وأسير لنظراتهم التي وجدت فيها الاهتمام كل الاهتمام...اهتمام لم أجده أبداً في حياتي وعلي مدار سبعين عاماً هم كل عمري...ولما لا يهتمون وأنا الشاهد الوحيد علي قضية قتل!!

في طريقي الطويل نسبياً من باب المحكمة الي منصة الشهود أتذكر تفاصيل الحادث.
كنت ذاهباً إلي صلاة الفجر...ورأيت بعيني تلك أحد الشباب يقتل آخر وقد أغمد السكين كاملاً في قلبه ثم نظر الي عين القتيل قـُبيل لحظات صعود روحه وقال له : افتكر العين دي يا بـُنـْي...ثم أخرج السكين ليعيده الي موضع آخر في قلب القتيل...لقد أنهي حياته تماماً.
كنت قريب جداً منهم علي الجانب المقابل المظلم تماما من الشارع لذلك لم يشاهدني القاتل وكانت الجريمة قد حدثت تحت عمود كهرباء ذو مصباح معطوب ولكن العمودين السابق والتالي لهذا العمود كانا مضيئين لهذا كان مسرح الجريمة - كما يدعونه في التحقيقات - شبه مضئ ، تلك الاضاءة التي جعلتني أُدرك سر كلمة بـُنـْي التي لفظها القاتل...فلقد كان المقتول أسود البشرة...زنجي تماما!!

أقف علي المنصة وأقسم بالله أن أقول الحق ثم يسألني القاضي عن ماذا رأيت فأحكي له ما حدث وبصوت ثابت حاولت ألا يظهر فيه أي وهن قد أنتجته سنوات عمري..ثم طلب المحامي أن يسألني بضع أسئلة فوافق القاضي...فسألني محامي القاتل:
- نظرك سليم ياعم عبد الجواد؟؟
- الحمد لله يابني.
ابتسم ابتسامة شبه ساخرة وقال:
- أصلك عجوز أوي علي انك تقدر تشوف في توقيت ز...............
كان قد تعمد ان يخفض صوته علي قدر الامكان لكي يختبر سمعي ولكن بأسلوب أكثر خبثاً من طريقة الحاجب...ولما لا وهو محامي يبدو عليه الخبرة.
ارتبكت قليلاً وحاولت أن أوضح للقاضي انه يخدع المحكمة لكي يـُثبت كذباً اني لم أسمع شيئاً من جملة القاتل العنصرية...نظرت مستغيثاً الي محامي المجني عليه الذي عينته المحكمة...وكان قد جلس وكأن الأمر مـُعد من قبل...الأمر أشبه بمسرحية رديئة التمثيل.

ثم قال المحامي بطريقة مسرحية بعدما نفخ صدره بالهواء وكأنه علي وشك القول الفصل في القضية :
- وهكذا يتبين لنا أيها السادة ان الشاهد الوحيد علي تلك الواقعة المزعومة لا يـُؤخذ بشهادته لكونه عجوز طاعن في السن لا يقوي علي السمع والبصر كي يشاهد كل تلك التفاصيل...تفاصيل كادت أن تجعل من تلك القضية أول قضية عنصرية لونية في مصر.
ثم أخذ نفساً عميقاً وقال وقد أغمض عينيه:
- الحمد لله ما زلنا بلد الأمن والأمان.

نظر لي القاضي وقال في لهجة لم تعجبني اطلاقاً :
- تقدر تتفضل ياحاج.

استدرت عائداً الي باب المحكمة ولا أقوي علي رفع عيني الي تلك العيون التي تشيعني باللعنات لكوني كنت سأتسبب في مقتل شاب...هي هي نفس العيون التي شيعتني بالاهتمام ساعة دخولي منذ دقائق...ولكنه دهاء المحامين...ذلك الدهاء الذي جعله يجعل من كهولتي حجة لعدم وقوع جريمة بهذا الشكل...ولكني أعلم السبب الحقيقي وراء عدم أخذه بشهادتي...سبب ظللت بسببه شبه منبوذ من المجتمع طوال سنوات عمري الطويلة...
رفض شهادتي وبكل بساطة لأني أسود اللون.

تمت.

01‏/09‏/2009

كلام فارغ

يخيل للمرء أحيانا انه ذو أهمية ، لذلك حين يتصرف علي هذا الأساس...يتحول هذا الشخص الي السخف سائراً علي قدمين.
يخيل لي أحياناً أني ذو موهبة في الكتابة..لا لشئ سوي اني أفكر بالفصحي...لا تعجب...ففي رأسي أشياء لو رأيتها لقفزت حواجبك تلامس النجوم ولشهقت كشهقة إمرأة بدينة انحشر الطعام في فمها.

نخرج من الاستطراد الأخير اني أسوأ من كتب شئ وان كان "بلزاك" يتفوق في الاستطراد.

حين تشاهد "الكابوس" الذي يحكي قصة حياة "أبو حفيظة" قد تشعر بأن التهييس وصل مبلغه مع المصريين...ضع مع هذا أشياء من طراز "لمبة شو" وما شابه من تلك البرامج التي ينحشر لها الطعام في فم المرأة البدينة بأعلي.

أحيانا يتبدي بي الجنون فأريد الكتابة في الممنوع...أي ممنوع...كالجيش والقضاء والجنس والدين وإبداء آراء تجعلني مستفزاً أو غبياً أو متحذلقاً...وأربت علي كرشي - الغير موجود لنحافتي - حين أري كم هائل من الشتائم في التعليقات...يبدو انه شعور رائع لهذا لا أكتب تعليقاً عند المستفزين والأغبياء.

من باب التهييس المضحك ان التفكير في شرب الحشيش أمر ظريف جدا ، مع أكل بعض الحلويات في الهواء الطلق بعد شرب الحشيش . أراهنك علي اني سأصبح أظرف كاتب في قناة موجة كوميدي أو ما شابه.

نخرج من هذا بأني لا أملك موهبة الكتابة...وألا تشاهد "لمبة شو" وانت تأكل....واني لا أمتلك كرشاً...وأني سأكون كاتب جيد لو شربت حشيش....وأن هذا النص غير صالح للنشر.

28‏/08‏/2009

عطر الأمس


بالأمس...اشتريت زجاجة عطر كنت استخدمه في زمن ما.
زمن كانت فيه الغربة رداء لنقصي ووحدتي.
زمن كنت فيه القيصر والغوغاء....كنت الأمير والدهماء.

احتضنت أصابعي زجاجة العطر لترفعها الي أنفي فاستنشقت عبيرها بنشوة.
ينظر لي أحد المارة بتعجب....أفكر...صدقني أنت لا تعنيني أبداً.
لن تدرك....ولو شرحت لك في ألف عام ما أشعر به الآن.

في كتب الأدب والتاريخ قد تتعرقل كثيراً بكلمة "عبق".
ولكنك لن تدرك معناها الا اذا دسست انفك بين ضلفتي كتاب.
هذا ما شعرت به....العبق!!

أحلم يوماً بالعودة....عودة ليست لمجرد الزيارة.
عودة أبدية...أحتسي هناك القهوة...وأرتدي الكوفية الرمادية.
وأشعر بدفئ الناس بين جنبي في ليلة شتوية.

21‏/07‏/2009

اعتذار


إليك ياغزة اعتذر
ولا حجة لدي
سوي أني كنتُ من نسيانك
حذرْ!!
وحين تذكرتكِ
أدركت أن نسيانكِ
قدرْ
فلستُ بصلاح الدين
ولا أملك من فروسيته شئ
فمثلي
حصاه في قمرْ
بلا اتزان...بلا اتجاه
الي المجهول يحملها القدر
حرفٌ تائهٌ في كتاب
كـُتب عليه أن ينسطر

دماء شهدائكِ
روت قلوب السفاحين
صرخات أرضكِ
سجدت داعية
أن تـوري بدماءِ الأجلافِ المنافقين
تحكي عن ذكري
موطئ قدم لزكريا ويحيي
ومرور الكرام النبيين
وتحكي عن حاضر
شيوخ باكين
وأمهات ثكلي
وأطفال في اليـُتم مغرقين
يحلمون يوماً أن يسافر شرقاً
صلاح الدين

ياأمة الفن والغناء
ياأمة
رفعوا في وجهكي مدفع
فرددتي بالتعري والبغاء
وللكبار المنافقين
أجزلتي العطاء
ولشعبك المطحون الحزين
أجدتي بالشقاء
ياأمة جعلت شرط حكامها
أن يحمل بين جنبيه
كل "شين" و "راء"
وله في ليالي الشتاء البارد
مئات من أغطية الفراء
وهناك
طفل باكِ
في ظلمات ليل حالكِ
يبحث عن رُقعة غطاء

يا أمة
عدت أهل غزة
رقمٌ في خبر
يا أمة
ظنت أن النصر
أن تخنع وتركع
وترضي بالقذر
يا أمة
لا يكفيها عذاب قوم عاد وثمود معاً
علي ما منها قد انحدر

فسلامٌ إليك غزة
وان كنت من تلك الأمة
التي من نسيانها
لستُ بحذر

05‏/07‏/2009

وعن الحب سألتني


نجلس سوياً علي الشاطئ...كانت بجانبي وقد إلتوت قدماها بزاوية...وضع جلستها يجعل وجهها قريب لوجهي...تنفض يديها من رمال الشاطئ وتمسك بيدي اليسري بكلتا يديها وتسألني:
من وجهة نظرك...ما هو الحب؟؟

حاولت أن أنظر للبحر الهائج بحثاً عن إجابة فلسفية عميقة تـُزيد من مقدار كينونتي لديها..أنهن يحببن ذلك علي أية حال.

فكرت قليلاً أن الحب:

هو رقصات الحروف حين أمتطيها لكي أكتب عنها أم هو انسياب يداي في تغزلي فيها شعراً ونثراً.

هو حبوب الشجاعة..وعشق الحرب..وصرخات هادرة في وجه عدو يهدد أرض حبيبتي.

هو الصهد المشتعل في رأسي بلا أسباب تـُذكر سوي أن حبيبتي مريضة.

هو كوب شاي صنعته يديها...وأنساب سـُكره من بين شفتيها.

هو لقاء ملئ بالأحضان...بالقبلات...رغم أني لم ألمس سوي يديها.

هو جنون الارتحال...وعشق الشعر بالارتجال.

هو أن تحتشد كلمات الشوق في فمها الصغير...ولا يخرج منه سوي:
"وانت عامل ايه؟؟".

هو أن أخرج من ضيق حواسي وإدراكي...ويصبح الكون أصغر من ملاحظاتي.

هو أن أكون في نظرها انسان بعيوبي وأن تكون الأجمل في نظري بعيوبك.

هو أن أكون صريحاً في أني لم ولن أخبرها بأسوأ عيوبي...والعكس.

هو أن أتوقف عن الحب من أجل أن تعيش حبيبتي سعيدة.

هو كل القصص الناجحة...لأنها لو فشلت ستصبح نوراً في قصة تـُحكي علي النار في أمسية باردة.

هو صوت أم كلثوم مداعباً "أنت عمري"..أم معترفاً "الكل قلبي بدقته حس".

توقفت عن التفكير حين علا صوتها بقولها مستعجلة لإجابتي:هاااا
نظرت في عينيها وأخبرتها أن: الحب هو الحب!!
ظهر شبح ابتسامة علي طرف ثغرها وسرعان ما انتشرت الابتسامة علي شفتيها ورقص الفرح في قلب عينيها ثم قالت وقد لقبتني بلقبي الأثير لديها: أستاذ.

وأسكرت قلبي بضحكتها الخافتة.

27‏/06‏/2009

قصاصات


مبتدأ للدخول

حين تفكر بصوت عالي
فلن تسمع سوي طنين الصدي
وصوت عقلك الدائر كالرحي
يطحن أفكارك كحبات قمح
ولا تعجب حين تصير شاحباً
فدقيق أفكارك أحالك أبيضاً

مساحة للصراخ

قد تشعر يوماً بالاختناق
بالرفض
بشعور عارم بالرغبة في الصراخ
حتي تلتهب حنجرتك
لا لشئ
سوي لأن تصرخ
ليس اعتراضاً علي شئ
إنما للشعور بأنك قادر علي الصراخ

دعوة للأمل

لا تيأس
حتي وإن ظلت منغصة حياتك
هي الخوف مما سيحدث
حين تنتظر مصيبة يعرف الجميع وقوعها لا محالة
حينها سيقتلك الانتظار الذي صار يـُحسب بالشهور
فلا تيأس
لأنه مكتوب!!

رسالة حب

لم أرها منذ زمن
ولكنها لم تصر يوماً ذكري
ففي أنفاسي أجدها
وفي دوران رحي عقلي أشعر بها
تصب عليه الماء البارد فيهدئ عنفه
أجدها في سلامي وحربي
تعقلي وجنوني
ياحبيبتي
لقد صرتي أسلوب حياتي

وثيقة استسلام

أعلن أنا الموقع أدناه
أني قد استسلمت
وأعلنت خضوعي التام
الي المقاومة
فاحذروا من استسلامي
فإنه لم يكن يوماً
استسلام للخنوع

17‏/06‏/2009

إني عائـــــد


"في صحراء سيناء هواء الفجر له طابع خاص...له بريق وله هدوء....ورائحة البحر القريب تـُشعرك بالانتعاش"....كانت تلك كلماته لها....لذلك كانت كل يوم تصعد لأعلي البيت وترفع كفها كي يلامس جبينها ناظرة الي الصحراء الممتدة أمامها غرباً....لعلها تراه.

تذكر أن أمها حكت لها يوماً عن حلم....حلم تسلل لنومها وهي تحملها جنيناً في بطنها...كانت قد رأت عجوز حلبت الماعز وأعطتها الاناء وكان اللبن فيه شديد البياض...ثم قالت العجوز لأمي:"بدي ينجلع لي عين..وأعرف من راح يشرب هذا الطلس"...أخبرتها أمها أنها هي الطلس...لا بل اللبن الأبيض الطازج...فتـُري ياحبيبي هل تكون أنت شاربه؟؟

كان جندياً رائعاً....انطلق عشرات المرات مع زملاؤه من بيتنا لتخريب وحدات جيش العدو العسكرية....أحبها وأحبته....طالما نظرت لنفسها في المرآة لتتذكر كلماته متغزلا بها واصفاً سحرها الأسمر كما كان يدعوه....طلب منها الزواج....قبلت ولكن قبولها كان مشروطاً بأن تنتهي الحرب.

وفي يوم العبور جاءها مهللاً ومبشراً بأنهم لن يهدأوا حتي يقتلوا كل عدو مغتصب....واستمر في القتال حتي أًوقف إطلاق النار...حينها ظل يـُرسل لها الخطابات....كان يذكر حكمة الرئيس السياسية ولكنه يشتاق الي الحرب....كان يقول "لمثل هذا وُلدت".

تذكر خطابه بعد إتمام إتفاقية السلام....كان حزيناً بل كان مطموساً بالحزن....أخبرها فيه بأن "كيف نضع أيدينا بأيدي من قتلونا وقتلوا اخواننا"...وكانت خطاباته بعدها أشد حزناً....كان يذكر الكثير عن التطبيع...والانفتاح....وأشياء أخري لم تفهمها ولكنها كانت تحزنها لا لشئ سوي انها تـُحزنه.

هواء الفجر يداعب شعرها المتناثر...تتذكر أحلامه عن زواجهما...وكيف ان الجيش سوف يكرمه....وسوف نبني بيتاً في قريته...ونتزوج ونربي أولادنا حتي يصبحوا قادة عظام....قال انها في حياته كشمس لها دفء خاص....دفء سيجعله أفضل الرجال.

في خطابه بعد مقتل الرئيس...كان شعوره متناقضاً...يذكره بالخير مرة ويذكره بالشر أخري...يخشي أن تسقط البلاد من بعده...ولكنه يثق في اختياره للنائب...يتوجس من الرئيس الجديد...ويقول انه اشترك في الحرب....ولكنها الرئاسة حيث لا يعلو صوت فوق صوت العقل...هكذا كان يقول..وهكذا كانت تؤمن.

انقطعت خطاباته عنها...وانقطعت أخباره...وظلت تتسائل..هل هي النهاية؟؟....لا ليست النهاية...فقد كان ينهي كل خطاب بكلمات أظنها خالدة...كان يكتب "إني عائد"....تـُري هل سيعود حقاً...طالما كانت خطاباته لها هي مأوي ومنفذ له كي يشعر بالبراح والارتياح....يتحدث بلا رقيب وبلا مانع....وقد كانت هي خير مستمعة...تتألم لألمه...وتفرح لفرحه.

ألمها خطابه الأخير جدا....لأنه كان يتألم أيضاً...كان يتحدث عن الرئيس الأزلي حسب تعبيره...يقول لها ان الرجل صار بلا أي قيمة تـُذكر....وأخبرها أن الانفتاح الذي كان غاضباً منه....صار الآن حلم جميل صعب المنال في ظل توحش رجال الأعمال في بلادنا....كان يشكو من كل شئ....ويبكي علي كل شئ...ولكنه برغم اليأس المتفجر من خطابه... خرجت نبتة الأمل متمثلة في قوله....."إني عائد".

لذلك كانت تصعد كل يوم فجراً إلي أعلي البيت...تبحث بعينيها عنه في الصحراء...لعله يكون قد أتي من رحلة طويلة....فتمد له راحتيها....وتسهر علي رأسه وهو نائم....وحين يفيق من التعب..يتزوجها...وينجبا القادة الذي حلم يوماً بإنجابهم.

أخبرها بأنه سيعود...وهي تنتظر لأنه قال...."إني عائد".

15‏/06‏/2009

عقل بلا أصفاد

توقفت عن الكتابة منذ زمن ولا أدري ما السبب؟...هل السبب هو تغير أحوالي في الفترة الأخيرة...ولست هنا لأكتب عن أحوالي...ولكني هنا لأكتب عما يدور بداخلي.

فكرت في بداية جديدة تفي بالغرض الذي أكتب...وتحويل اسم المدونة من "مصري وافتخر" الي "عقل بلا أصفاد".
طبعاً لم أتخلص بعد من مصريتي ومازلت والحمد لله أفخر بها...ولكن أحيانا كنت أجد قيود علي ما أكتب بسبب اسم المدونة...أشياء تـُكتب كأدبيات - رديئة بالطبع - أو هي سينمائيات - تحليل متواضع - وكان لابد لها من مكان هنا.
حين تزدحم رأسك بالأشياء وتشعر ان هناك قيود وأصفاد عليها ستدرك ما أود قوله.

أتمني أن يـُعجبكم ما يـُكتب هنا علي أية حال وأياً كان العنوان.
وأتمني أن نتناقش فيما كـُتب بنفوس راضية وهادئة لأني مازلت أقبل الآخر والحمد لله.

جديد المدونة قريباً.....أسعد جدا بتكريمي بزيارتكم.

26‏/04‏/2009

الحرب والسلام

قيل عن عباس العقاد أنه حين كان بالمدرسة الإبتدائية ، أنه قد طـُلب منهم موضوع عن الحرب وقد كان العقاد هو الطالب الوحيد الذي مدح الحرب!!

كلنا ندرك كم الخسارة التي خسرناها في مرحلة ما بعد كامب دايفيد ، وكلنا أيضاً خاض في مناقشات مع كائنات تتشدق بكلام عن الذات الرئاسية مثل "أننا بلد الأمن والأمان" أو "أننا لم ندخل حرب منذ سنين طوال".

كان من الطبيعي أن نرفل في نتائج السلام العادل والشامل وكل ما هو علي وزن فاعل ، ولكن ماذا حدث؟...لا شئ سوي النكبة والحسرة...وبعد أن صرنا نواجه كلاب اليهود صرنا نواجه ضباع المصريين.

لذلك كان لابد من وجود الحرب وليس بالضرورة أن تكون حرباً من حديد ونار ، فهناك حروب سياسية أثبتنا فشلنا التام بها من بعد المحنك "عمرو موسي" ، وهناك حروب مخابراتية وبرغم عدم درايتي بوجودها أو عدمه لكن المنطق يصرخ بأنها دُفنت منذ أعوام.

وكنوع من أنواع افراغ العواطف المختزنة بسبب بعدم وجود أي حرب من الحروب السالف ذكرها هب الجميع في وجه حزب الله وأمينه العام حين تعرض لذكر مساوئنا علناً جهاراً نهاراً ، ويحرمنا من إتمام أسلوب النعامة حتي النهاية.

كما هبوا أيضاً في وجه ليبرمان لا لأنه تعرض لأمن مصر كما يزعمون ولكن لأنه تعرض للذات الرئاسية منذ شهور وقرروا قراراً شمشونياً وهو أن يأتي نتنياهو وحده الي مصر وبدون ليبرمان!

ذُكر أن عبد الناصر - رحمه الله - شاهد شباب مصريين بعد النكسة وقد ظهروا في إحدي المجلات لعرض قصات شعرهم!!
فأحضرهم وقص شعرهم ووجههم الي الجبهة حينها ليصبحوا من أبطال أكتوبر بعد ذلك وليفخروا بشعورهم وقت العبور لا بشعرهم!


كل ذلك كان من أجل مصر كوطن...الوطن الذي افتقد معناه جيل كامل نشأ بعيداً عن كل ما هو تربوي منزل كان أم مدرسة أم جامعة أو حتي مسجد.

إن كانوا حقاً يريدون حماية مصر فليأتوا بالشباب وليـُفرغ الجميع عواطفه في حرب من أي نوع لإثبات أن مصر يجب أن تتمتع بالريادة أو بالأستاذية.

ليس بالردح أو بالسب أو تذّكر ماضي انتهي تصبح كوطن في وضع ريادي ، وعليهم أن يتعلموا أنه حين تنشأ الأفكار لابد من أن تـُواجه بأفكار مماثلة لا بالردح!!

إيران تفرض سيطرتها في المنطقة كما يزعمون وكما أري فلتـُثبت أيضأ أنت كوطن نفسك بطرق غير السب واللعب علي وتر الدين أو الطائفية المحبب في تلك الأمور.

حزب الله شيعي وعميل لإيران كما يزعمون فأين كانت تلكم الآراء العبقرية حين كان حزب الله "الميليشيا" يـُعلم العالم فن الحرب في حرب 2006.

مصر لا تحتاج الي السلام بل انها تحتاج الي حرب وأهم من كل ذلك تحتاج الي قائد...قائد يشعر بالشعب ويدرك ما يريده وهذا ليس بالمستحيل بعد ما فعله أردوغان معبراً عن رأي شعبه في قضية دولية في حركة سياسية قد تؤثر كثيراً ولكنها إرادة الشعب.

وفي النهاية رأيي - المتواضع - أنه لو ظللنا نحارب من 1948 حتي وقتنا هذا....ما كان حالنا هو الاقتتال علي رغيف خبز في بلد أطعم أوربا كلها يوماً قمحاً أو شربة ماء في بلد كان "هبة النيل"!!

09‏/04‏/2009

تهييس

اعتدل من رقدتي علي سريري...أجلس محاولاً فهم الموجودات من حولي...يدي تتحرك تلقائياً لتصفف شعر رأسي ومن بعده شعر لحيتي المنذر بوجود عواصف من أبي!!

الدكتور جمال حمدان يخط بقلمه في كراسة صغيرة ان المصري سيصبح سلبياً كلما تقدم الزمن وان الحكومة ستسيطر علي مصير الشعب والشعب سيرضخ!!

افتح قناة الجزيرة لأجد خبراً - بربع جنيه - في شريط الأخبار يقول أنه من المتوقع حدوث اضرابات واعتصامات في مصر بدعوة من حركة 6 أبريل...أقلب القنوات رأساً علي عقب وأخبط مؤخرتها علها تـُخرج ما في جعبتها...فلا تخرج سوي أوباما وقوله "ايفيت"!!

الدكتور أحمد خالد توفيق يخط بقلمه سطوراً تـُألمه هو شخصياً في روايته يوتوبيا تلك السطور الجارية علي لسان البطل قائلاً:
هل سمعت يوماً عن وغد ألماني...هل سمعت يوماً عن آفاق ياباني...لقد تجمع في مصر كل الآفاقين والمارقين!!

قيل لي ان الأمن كان في كل مكان...كان ذلك متوقعاً علي أية حال...وقيل لي أيضاً إن الناس كانوا في كل مكان أيضاً...وهذا ما أفجعني...الناس لم تعد تسير بجانب الحائط وفقط بل صارت داخل الحائط!!...أشباحاً...بقايا بشر...نظرات خاوية!!

الروائي العالمي جورج أوريل يقول في رواية "1984" فيما معناه :
ان الحزب يبتدع المقاومة لكي يشغل الشعب والرأي العام حتي ولو وصل الحال الي تأليف كتب المقاومة!!

قيل لي إن مطرباً كان في الجامعة لإقامة حفل ضخم...وقيل لي إن الشباب كانوا يرقصون بأفعوانية...أما البنات فكن ذوات خـُلق وتوقفوا عن الرقص ليبدءوا العجن والعهدة علي الراوي!!

الشاعر فاروق جويدة يكتب أنه:
هدأ الصهيل...وسافر الفرسان.
واستلقت علي القاع القمم.
جف المداد...وشاخت الكلمات.
وارتحل النغم.

أتخيله مُطلاً علي حديقة القصر...غارقاً في أحلام اليقظة التي ما هي الا شهور وتتحقق...سيملكها أخيراً كما خطط.
وبإرادة أهلها!!
واتسعت ابتسامته عند الكلمة الأخيرة.

ادخل حجرتي فلا أجد عبقروهم...أجلس وحيداً...أتمتم بكلمات لا أفهمها...واستيقظ علي شعور خانق بالغربة.
فكم أنت بخيل ياوطني!!

26‏/03‏/2009

أبناء نرجس

تخيل معي قليلاً مشاجرة في أحد حواري أي حي شعبي وتخيل تلك الوجوه الدميمة كوجه أبو جهل في فيلم عربي حقير.
برغم أن الزمان والمكان يوحيان بكمية الفقر والتخلف المترعرع في معظم أبناء تلك الطبقة إلا أنك تسمع كلمة واحدة يرددها كلا الطرفين.
"أنا هاعرفك أنا مين"!!

تخيل معي "ميكروباص" يمارس هواية "الغرز" المحببة لنفوس السائقين ليحول السيارة الي "ميكروباظ" وليصطدم بصاحب العربية الملاكي الذي بدوره يؤكد للسائق انه "هيعرفه هو مين"!!

إنها النرجسية التي انطلقت كالكوليرا في نفسية أبناء الشعب المصري ، هو لا يستطيع أن يرفع عينيه في عيني أولاده لأنه يـُهان في طابور العيش وطابور المرتبات وطابور البنزين وأخيراً طابور المعاشات ومع ذلك تجد عنده أنفة وكبرياء لا أصل لهما بتاتاً.

لم أكن يوماً محللاً نفسياً ولكن الأمر لا يحتاج الي "فرويد"!! ، انه نوع من أنواع افراغ العواطف ، احساس المواطن بإهانته ليلاً نهاراً ، سراً وجهراً ، بدءاً من كلام المسئولين المضحك ضحكاً كالبكاء وحتي مرتبه الذي ينفذ سريعاً بعد أن أكله سـُعار الأسعار!!

تحول الشعب المصري إلي شعب نرجسي ولكن نرجسيته لا تخرج إلا علي من في نفس مستواه أو أقل.
وتحولت أنا الي مريض بالاضطهاد ولكن بالعكس فأنا من يضطهد الحكومة ويتهمها بكل شئ بدءاً من ثقب الأوزون وحتي الأزمة المالية العالمية!!

12‏/03‏/2009

أن تكون عربياً

من وجهة نظر غربية مع تحياتي لإعلامنا العربي.

-أن تكون عربياً فأنت سفاح فلسطيني،تقضي نهارك حالماً بالعذاري في الجنة التي وعدك بها قرآنك،وتـُنهي يومك بنشاط تقليدي جدا اسمه تفجير النفس عن طريق حزام ناسف تربطه بطريقة ما علي بطنك لتقتل به الاسرائيلين المدنيين العزل!!

-أن تكون عربياً فأنت عراقي أحمق ظل يستغيث من حكم صدّام وحين جاء رسل السلام الأمريكان فعلت ما يفعله بني جنسك من الفلسطينيين من تفجير النفس وسط المنقذين الأمريكان أو وسط الشيعة لو كنت سنياً ووسط الأكراد لو كنت عربياً!!

-أن تكون عربياً فأنت قرصان صومالي ذو أسنان ذهبية ولك عين واحدة وعضلاتك مفتولة وعاري الجذع تتسلي بسرقة السفن حتي ولو كانت سفن بني جنسك،وبطريقة ما أنت تتبع المحاكم الاسلامية في الصومال،والا لماذا الاسلام هو دين الارهاب؟؟!!

-أن تكون عربياً فأنت عميل ايراني بدءاً من أن تكون لبناني تابع لحزب الله حتي تكون مؤيداً عادياً لكلام السيد نصر الله،وتتمني أن تضرب ايران اسرائيل "دول السلام" بالأسلحة النووية،أو تشجع حماس علي صمودها أمام التحرير الاسرائيلي لغزة!!

-أن تكون عربياً فأنت شيخ بجلباب وكرش ودولارات،سائل اللعاب أم كل شقراء وسوداء وأي شئ في أخره مربوطة التاء،تبني ناطحات السحاب والمنتجعات ظاناً بذلك أن تكون متحضراً،تشجب وتدين قتل بني جنسك وتشجع منتج بلادك من الافلام الاباحية!!

-أن تكون عربياً فأنت ارهابي أحمق أو قرصان وقح أو عميل غبي.
وسمعني أغنية الضمير العربي.

Blogger template 'WateryWall' by Ourblogtemplates.com 2008