25‏/09‏/2008

حــق العـــودة

بعيداً عن الكائنات التي لم أكن أدري بوجودهم بذلك العدد وما زلت مندهشاً بعض الشئ لكثرتهم ولكن يبدو أني علي وشك التأقلم.

ان عنوان "البوست" يجعل تفكيرك متحركاً وحده اتجاه القضية العربية الأشهر ألا وهي القضية الفلسطينية، ولكن المقصود هنا هو حق عودة المصريين الي بلادهم.

المــاضي

تم تهجير أهالي الدويقة من منازلهم وتسكينهم في مقابر تـُسمي مجازاً "شقق" بلا ماء بلا صرف بلا كهرباء بدون أي رحمة أو شفقة، لذلك وجب عليهم أن يطالبوا بحق العودة.

تم تهجير أهالي العجوزة لتطوير الحي وتم تسكينهم أيضاً في مساكن مساحة الشقة فيها 40 م وبذلك يتضح أن الحكومة تهوي المقابر،وتم القبض علي من ارتفع صوته منهم فلذلك وجب عليهم المطالبة بحق العودة.

تم اهانة "رئيس محكمة" علي يد - أو لسان لو شئنا الدقة - "نقيب شرطة" وذلك من الأشياء الطبيعية التي تحدث في عهد الوزير الملاكم مرعي،لذلك وجب علي القضاة أن يطالبوا بحق العودة.

الحــاضر

حين يقف أهالي "اسطبل عنتر" وهم يشكلون بأجسادهم دروعاً بشرية ويهددون بنسف الدائري ان لم تستجب الحكومة فتلك مطالبة بحق العودة وان كانت قد أخذت نفسها الي مراحل متقدمة بسرعة هائلة، انه اليأس والجوع المتحكم في كل شئ علي أية حال في الفترة الأخيرة في هذا العهد المبارك.

المســـتقبل

حين تقرأ في الصحف عن تفجير ما يرجع لعمل ارهابي فاعلم انه وراءه شاب فـَقـَدَ أباه في العبـّارة وفـَقـَدَ أخاه علي سواحل اليونان وفـَقـَدَ أخته في حادثة شرف في وسط القاهرة وفـَقـَدَ أمه تحت صخرة الدويقة.

سؤال حكومي:"من أين يأتي الارهابيين؟؟!!".

18‏/09‏/2008

كائـنـات..2

تساؤلات كثيرة عن كون الحوار السابق حقيقي أم هو محض خيال.
الشخصية حقيقية وتلك هي أفكارها.
أما عن الحوار فنصفه حقيقي والنصف الأخر من الخيال.

شاعراً بالسخط لدي رؤيتي لوجه "أبو العيال" توجهت اليه وجلست بجانبه وقد جلس جـِلسة الطبقية إياها.

أبو العيال:ازيك يا إبني.
مصري:بخير والحمد لله.
أبو العيال:أمازلت متابعاً لموضوع الدويقة هذا؟

قالها وكأني أتابع أحد المسلسلات الإباحية لو أن هناك شئ كهذا.
فقلت وفي لهجة تحدي.

مصري:نعم ، ومازلت متعاطفاً معهم.
أبو العيال:أنا قلت لك رأيي في هذا الموضوع من قبل لعلك ترجع عن أفكارك الغريبة تلك.
يا بني انظر لكف يدك من باطنه.

تجاهلت كلماته ونظرت في الجريدة بين يدي ووجدت خبراً يقول أن سعر الحديد قد هبط.

مصري:الحمد لله الحديد هبط سعره.....ربنا يخرب بيت "عز" هو السبب في كل ذلك.
أبو العيال:عز....ياريت كل الناس مثل "عز".

للحظات دار مشهد لـ"شويكار" غي ذهنه وظننته سيقول
"يبقي انت اللي قتلت بابايا اه يا بابايا".

مصري:اعتدت علي اعتراضك علي ما اجمعوا عليه الناس ولكن لماذا تحب "عز".

تنهد وكأنه يتذكر محبوبته..هل هذا الرجل ينتمي للمثليين؟؟!!.

أبو العيال:عز يجعل خزائن"الخردة"مليئة بالحديد الذي غلي ثمنه ففي ذلك غني ورزق لهؤلاء التجار.
مصري:منطق عجيب،أتكلم أنا عن أناس تحت خط الفقر وتتكلم أنت عن تجار يملكون المال ويكسبون...وتريد سيادتك أن يكسبوا أضعاف مكسبهم الأصلي.
أبو العيال:يبدو أنك تحمل داخلك حقد طبقي كبير.
مصري:ليس بالضرورة أن يكون عندي حقد طبقي لكي أهاجم هؤلاء السفلة ولنضرب مثالاً بالراحل "المسيري" وعائلته العريقة الارستقراطية ومع ذلك كان ثائراً علي الظلم برغم كونه لا يحتاج لشئ.
أبو العيال:أنا لا اقتنع بهؤلاء الذين ذكرتهم...وإياك أن تكون من محبي هذا العجوز المخرف "احمد فؤاد نجم"..فلهجتك تشبه لهجته ومن يحب "المسيري" ويكره "عز" لابد أن يكون محباً للعجوز "نجم".

حاولت السيطرة علي أعصابي ومنعت نفسي بشدة كي لا أضربه.

مصري:وماذا لا يعجبك في الشاعر "نجم" ....أنه فقير؟...أنه قبيح؟...أنه سليط اللسان قليلاً؟
أبو العيال:أنه ليس بشاعر أساساً...وعن اذنك لأن لدي مواعيد كثيرة.

تركني عن عمد وبسرعة رداً علي تركي اياه سابقاً ببعض من "قلة الذوق".

تذكرت كلمات الشاعر الكبير"أحمد فؤاد نجم" وهو يقول:
أنا مصرى أبن مصرى وليا الشرف
برغم المهانة برغم القرف
برغم الزبالة اللى مالية الشوارع
برغم الفساد اللى بيه أعترف

لابد أن نجم كان يقصد بـ"الزبالة" هذه الكائنات فهي عن حق "مالية" الشوارع.
هذا الكائن المـُلقب بأبو العيال نجح في تشتيت ذهني بين ..الدويقة...عز...نجم...المسيري.
هذا الكائن يتشدق بالكلمات دون سبب سوي الاستعراض وابداء الاعتراض.

14‏/09‏/2008

كائـنـات

طويت الجريدة بين يدي وتأملت الشارع المزدحم.
خبر ما في مكانٍ ما وزمانٍ ما يرصد حدثٍ ما.
وهذا الحدث كالعادة يجعلك تشمئز لدرجة الغضب أو الغليان.
انه "حادث الدويقة".

"خطأ"
نطقها من بجانبي وعلي الفور جذب المقعد مقترباً مني ومد يده مصافحاً
-أبو العيال

ابتسمت قائلاً
-هذا اسمك أم وظيفتك؟

وضع قدم علي أخري في أسلوب به من الطبقية الكثيروقال
-الاثنين.....أتدري ما هو الخطأ؟

قلت:لا
ودار بيننا هذا الحوار

أبو العيال:لماذا يبني هؤلاء بيوتهم في ذلك المكان ألم يجدوا مكاناً أفضل؟
مصري:الفقر يا سيدي يدفع الناس للعيش بأي أسلوب.
أبوالعيال:أي فقر هذا الذي تتكلم عنه...ثم لماذا تلك النظرة المتشائمة للحياة؟

أدركت أنه يعارض لمجرد الاعتراض ولكنني كنت أُقـر بعدم وجود تلك الكائنات التي لا تشفق علي أهل تلك المناطق ومرروهم بتلك الأحداث.

مصري:لست متشائماً بقدر أنني أري العالم كما هو بدون تزيين للخطأ.
أبو العيال:لابد أنك من هؤلاء الذين يحملون الرايات ويسيرون في المظاهرات منددين بالحكومة.

يحاول أن يبتعد بالحديث عن الموضوع الأصلي.....يظنني أحمق.

مصري:أتسمح لي بأن أسأل سيادتك سؤال؟
أبو العيال:تفضل.
مصري:لماذا لا تتعاطف معهم؟
أبو العيال:لأنهم مجرد حثالة انتجها المجتمع بعد الكثير من المخاض أخرجت للعالم لصوص وقوادين و....

خرجت عن تركيزي للحظات وأدركت وقتها أنه من هؤلاء الذين يندر أن تصطدم بهم هؤلاء الذين قرأوا الكثير لا لشئ سوي ليتشدقوا باللغة ويجعلون من أنفسهم أدباء من الكلمة الأولي التي يسطرها علي أوراقه.

أبو العيال:........ـــلـقوا لكي نعيش....انت معي؟؟؟
مصري:نعم،ولكن ألا تظن بأن في ذلك بعض الطبقية والعجرفة وعدم تساوي الفرص؟

ملامحه تتغير بعد هجومي المباشر عليه.

أبو العيال:ثق يابني أنك مـُخطئ تماماً...وأعلم أني علي حق.....هكذا أنا دائماً.
إن الناس الذين مثل هؤلاء لا يحق لهم العيش لأنهم رضوا بحياة الحيوانات تلك.

ابتسمت وناديت علي الصبي لأخذ الحساب ونهضت شارداً بعض الشئ.
مصري:سنتقابل كثيراً ياسيدي.

تركته بدون أن يرد وبدون أن يكمل كلامه ان كان يصر ان الفقراء لا يستحقون الحياة فليشرب قليلاً مما سأسقيه وليعلم انه فتح علي نفسه أبواب لن يستطيع أبداً أن يردها.

09‏/09‏/2008

عـُـذراً أهالي الدويقة

تكلمت كل وكالات الأنباء والجرائد عن حادث الدويقة.
وعن صخور مصر التي ضاقت بأهلها.
وعن تقصير الحكومة الشنيع.وإن كان معتاداً!!

وتكلم المدونين عن المساعدة وجبهات الإنقاذ.

لم أجد ما أقول،لحظات اختنقت فيها الكلمات في حلقي،وأدركت يقيناً أن النهاية باتت وشيكة.
قال العرب يوماً: "إذا اشتد الحبل.....انقطع".

لقد بلغت الروح الحلقوم.

لقد صار الموت الينا أقرب من كل شئ.
لقد وطأ الموت دار مصر وطرق بابها منذ زمن.
فتمثل في الماء الجارف......والحجر الأصم.

لا أملك إلا أن أقول "عذراً أهالي الدويقة".
لم أبكِ علي موتاكم ولكني سأبكي علي أحيائكم.

الرائع "جــو غانم" كتب رائعة من روائعه في نفس الموضوع في مدونته "كاسك ياوطن".
أرجو من السادة زوار المدونة قراءة تلك المقالة عند "جو غانم".

03‏/09‏/2008

المجددينات..2

حين سـُئل العلاّمة أحمد شاكر عن معني كلمة مجددينات التي لا هي بجمع مذكر سالم ولا جمع مؤنث سالم
قال هي جمع "مـُخنث" سالم.

ضمن خطة الحكومة للجعل الدولة مبنية علي أساس بوليسي وبرغم أن التاريخ يكررها صارخاً أن الدول التي تقوم علي أساس بوليسي نهايتها تكون الإنهيار التام وجذّ رقاب أهل السلطة إلا أن اصرار حكومتنا مثالي جداً.
وبالتالي كان لابد من إلغاء القضاء وجعله بلا أهمية إلا في الفصل في قضايا الناس ولذلك تم تعيين "ممدوح مرعي" وزيراً للعدل لتتم الخطة الكبري للحكومة بإلغاء القضاء وتمديد قانون الطوارئ.

حين تولي مرعي منصب وزير العدل توالت ضرباته كملاكم قديم - أيام الجامعة - إلي القضاه المصريين فقام بإخراج تصريح بأن 90% من القضاه لا يصلحون لمناصبهم!!
دعك طبعاً من دوره العملاق في انتخابات الرئاسة والتي ندرك جميعاً ما حدث فيها ولكن للأسف لا نملك دليل علي ذلك،ويتمثل دوره هذا في ابعاد أكثر من 1000 قاض من الاشراف علي الانتخابات،والحبر الفسفوري الذي يـُعد المُـزحة الكبري في الموضوع نظراً لأنه قابل للأزالة بعد 5 دقائق فقط!!
وطبعاً الصناديق الحديد التي تتشابه ألوانها فمن يدريك أن الصندوق الذي تقترع فيه هو الذي يدخل الي اللجان لكي يتم الحصول علي النتيجة النهائية للأنتخابات وكل ذلك تحت اشراف الوزير الهــُمام "مرعي"!!

وكانت الطامة الكبري حين رفض علاج القاضي الشاب - 32 سنة - علي نفقة الدولة وكان القاضي يحتاج إلي زرع كبد وتم سفره إلي الصين في وقت متأخر جدا لأنقاذ الحالة وكان ذلك علي نفقة أهله ومات الشاب هناك وعاد جثمانه إلي أرض أحب شبابها الغض ولكنها باعته إلي عصابة الأوغادِ.

نستطيع أن نقول في النهاية أن "مرعي" هو كلب الحكومة الماعر والمـُكفــِر لكل من تسول له نفسه بابداء الاعتراض مجرد الابداء علي كلام الحكومة.

Blogger template 'WateryWall' by Ourblogtemplates.com 2008