26‏/04‏/2009

الحرب والسلام

قيل عن عباس العقاد أنه حين كان بالمدرسة الإبتدائية ، أنه قد طـُلب منهم موضوع عن الحرب وقد كان العقاد هو الطالب الوحيد الذي مدح الحرب!!

كلنا ندرك كم الخسارة التي خسرناها في مرحلة ما بعد كامب دايفيد ، وكلنا أيضاً خاض في مناقشات مع كائنات تتشدق بكلام عن الذات الرئاسية مثل "أننا بلد الأمن والأمان" أو "أننا لم ندخل حرب منذ سنين طوال".

كان من الطبيعي أن نرفل في نتائج السلام العادل والشامل وكل ما هو علي وزن فاعل ، ولكن ماذا حدث؟...لا شئ سوي النكبة والحسرة...وبعد أن صرنا نواجه كلاب اليهود صرنا نواجه ضباع المصريين.

لذلك كان لابد من وجود الحرب وليس بالضرورة أن تكون حرباً من حديد ونار ، فهناك حروب سياسية أثبتنا فشلنا التام بها من بعد المحنك "عمرو موسي" ، وهناك حروب مخابراتية وبرغم عدم درايتي بوجودها أو عدمه لكن المنطق يصرخ بأنها دُفنت منذ أعوام.

وكنوع من أنواع افراغ العواطف المختزنة بسبب بعدم وجود أي حرب من الحروب السالف ذكرها هب الجميع في وجه حزب الله وأمينه العام حين تعرض لذكر مساوئنا علناً جهاراً نهاراً ، ويحرمنا من إتمام أسلوب النعامة حتي النهاية.

كما هبوا أيضاً في وجه ليبرمان لا لأنه تعرض لأمن مصر كما يزعمون ولكن لأنه تعرض للذات الرئاسية منذ شهور وقرروا قراراً شمشونياً وهو أن يأتي نتنياهو وحده الي مصر وبدون ليبرمان!

ذُكر أن عبد الناصر - رحمه الله - شاهد شباب مصريين بعد النكسة وقد ظهروا في إحدي المجلات لعرض قصات شعرهم!!
فأحضرهم وقص شعرهم ووجههم الي الجبهة حينها ليصبحوا من أبطال أكتوبر بعد ذلك وليفخروا بشعورهم وقت العبور لا بشعرهم!


كل ذلك كان من أجل مصر كوطن...الوطن الذي افتقد معناه جيل كامل نشأ بعيداً عن كل ما هو تربوي منزل كان أم مدرسة أم جامعة أو حتي مسجد.

إن كانوا حقاً يريدون حماية مصر فليأتوا بالشباب وليـُفرغ الجميع عواطفه في حرب من أي نوع لإثبات أن مصر يجب أن تتمتع بالريادة أو بالأستاذية.

ليس بالردح أو بالسب أو تذّكر ماضي انتهي تصبح كوطن في وضع ريادي ، وعليهم أن يتعلموا أنه حين تنشأ الأفكار لابد من أن تـُواجه بأفكار مماثلة لا بالردح!!

إيران تفرض سيطرتها في المنطقة كما يزعمون وكما أري فلتـُثبت أيضأ أنت كوطن نفسك بطرق غير السب واللعب علي وتر الدين أو الطائفية المحبب في تلك الأمور.

حزب الله شيعي وعميل لإيران كما يزعمون فأين كانت تلكم الآراء العبقرية حين كان حزب الله "الميليشيا" يـُعلم العالم فن الحرب في حرب 2006.

مصر لا تحتاج الي السلام بل انها تحتاج الي حرب وأهم من كل ذلك تحتاج الي قائد...قائد يشعر بالشعب ويدرك ما يريده وهذا ليس بالمستحيل بعد ما فعله أردوغان معبراً عن رأي شعبه في قضية دولية في حركة سياسية قد تؤثر كثيراً ولكنها إرادة الشعب.

وفي النهاية رأيي - المتواضع - أنه لو ظللنا نحارب من 1948 حتي وقتنا هذا....ما كان حالنا هو الاقتتال علي رغيف خبز في بلد أطعم أوربا كلها يوماً قمحاً أو شربة ماء في بلد كان "هبة النيل"!!

11 التعليقات:

عمار يوسف حمدي

من ادق واكمل واجمل ماقرأت عن وضعنا الراهن ... وسبيل الخروج منه.

غير معرف

ملفت رشاقة قلمك في العرض، ودقته في الوصف، واستقامته في عرض مالنا وماعلينا.
واعجب لمصر التي تنجب امثالك، كيف ترضى ان يحكمها تافهون.
يابخت مصر بيك ياافندم

Che_wildwing

لاتظلموا السلام ياسادة
فهذا ليس سلاما
هذا استسلاما فرض علينا الجباية الصهيونية والامريكية
وللآسف
المنوفية
صدقنى ياعزيزي
نحن فعلا غير قادرين على الحرب
وعاجزين تماما عن خوضها
وإن كنا غير ذلك فالأولى بنا التخلص من هؤلاء الجاثمين فوق صدورنا أولا
وساعتها سيتغير العالم
وأعدك أنك ستشعر بالفرق

سلوي

عودة موفقة
ومش هاتكلم

غير معرف

اسامة
ازيك أخبارك ايه

ايه يا بنى الفتوحات المصراوية دى

كلام بجد عقلانى وواقعى وجميل

فكرنى بمقالات المسلمانى اللى بيطالب فيها مصر تكون من النادى النووى

بس مين يسمع

تحيتى

Unknown

اسامة ازيك يا بطل
ان شاء الله هاجى البؤجة ان تحسنت عينى وصحة ماما
اتمنى انك تقدر تجى ان شاء الله


كالعادة موضوع فى العمق وكالعادة اتفق معك فيما قلت
رغم انى لم اقرأ كل الموضوع الا
اخر 5 اسطر واتفق معك جدا فيهم
اسمح لى اقرا بتمع واعود اليك

تحياتى واحترامى الشديدين

Unknown

تفتكر انهم عايزين شباب مصر يعمل حاجة غير الفرجة على العبقرية هيفاء وهبى
والولبية دينا ؟
تفتكر لو هما فعلا عايزين نهضة ليه جرو
مصر لمهازل سياسية واستخبارتية
وحتى مهازل امام اعين البسطاء
اسامة
افق لا وجود لمن يريد الاصلاح
لو وجد ذلك لكان حال مصر اختلف

اوافقك اننا شعب لان ان يعيش بنبض المقاتل
المتبنى قضية عليه الفوز بها
لكنهم حولنا لشعب شهوانى يجرى وراء اى شهوة
اكل بفعل الفقر
مال بفعل الجهل
جنس بفع الكبت
لا يقدر على فعل شئ غير البحث عن
قضاء شهوتة والغياب عن واقعه المؤلم باى وسيلة



جايز اكون بعدت عن الموضوع
لكن دى الحقيقة على الاقل من وجهة نظرى

سوبيا

محتاجة قااااااااااااائد
هي دي

انما انهم يتغيروا من نفسهم

صعب

انا كنت داخلة اكتب لا تعليق

بس النقطة دي استفزتني

غير معرف

بص ياعم الثوراجى
مش هقولك بقى ينقصنا المثل الاعلى والقدومه والكلام ده
بس كفايه انى ااقولك ان معظمنا ما عدنوش هدف يححقه فى الحياه
انه يناضل ويكافح من اجله لا خالص
ممكن اليأس ممكن الاحباط وده ما شاء الله بالكوم
وهتلاقى ده فى كل المستويات من تحت لفوء اللى همه القاده والساهرين على راحه الشعب بكسر الشين
يعنى مثلا احنا بنروح الكليه ليه مش عارفين
مع اننا فين على ما بنلاقى حد يعلمنا حاجه
شغلين فى حاجه من الحفشينات والدنيا مقلوبه بره
ولا بلاش بره وخلينا جوه
وكفايه اننا بنيع لجارتنا الغاليه الغاز بملاليم والمحكمه الدستوريه قالت ماشى شغال مافيش مشاكل
اما بقى مولانا الخليفه فا مينفعش تجيب سيرته ده كلام يا راجل يعنى هيبه البلد تضيع
ويقول مش عارفين نرد لذلك كان يجب ان نتخذ موقف زى موقف عبود وكليه الزراعه كده
اما الاكل والحورات دى
فالراجل مشكور قال من لا يملك قوت يومه لا يملك حريته وايييييييييييييييه
بس احنا اللى مش بنسمع الكلام مش كده برضه
وياله من غير ما اراجع الكلام تانى هعمل بوست والارزاق على والله
وحبه جد اهوم واى خدمه ياعم تعالى انته بس كل يوم

لبنــــــــــى

كلام مية مية

لكنه مؤلم جدا

غير معرف

ليس عبد الناصر وانما عبد الحكيم عامر ....... حينما قرأ عن مسابقة للشباب لاختيار اجمل عيون ..... فقام بتجنيد هؤلاء الشباب وكان هذا قبل النكسة وليس بعدها

ياعني العيال بتوع ستار اكاديمي نفدوا بجلدهم

اما بالنسبة للكلام المكتوب .... فرايي ان كل الامم بتمر بمنحنيات صعود وهبوط من فجر التاريخ ..... ولكن نحن العرب تسيطر علينا عقيدتين ..... العقيدة الانتحارية وهنا لا اقصد الاستشهادية لان الاستشهاد موقف اما الانتحار اضطرار .... وايضا عقيدة جلد الذات ...... وما بين الانتحار وجلد الذات يتجلي اليأس في كل مكان

لاننا شعوب تعجز عن التفكير وان فكرت اصيبت بالياس ..... وان تكلمت فان حديثها لا يخرج عن اغراض الشعر القديم فهو اما مدح او ذم او فخر يتبعه بكاء علي الاطلال

وشكراااااااااااااا

Blogger template 'WateryWall' by Ourblogtemplates.com 2008