25‏/12‏/2008

يوم التدوينة البيضاء











من أجل المدونات المحجوبة

19‏/12‏/2008

وطنك ؟ متباع

قال الخال "الأبنودي" في قصيدته "الأحزان العادية".

ايه باقي تاني علشان تبقي عليه؟
وطنك ؟ متباع.
سرك ؟ متذاع.
الدنيا حويطة وانت بتاع.

هذا بالتأكيد ما شعر به الصحفي "منتظر الزيدي" حين أخذ قرار قذف الحذاء في وجه بوش.

كنت بالتأكيد قد عزفت عن الكتابة في الموضوع لأن اخواني المدونين تولوا هذا العمل وبتغطية شاملة له.

ولكن مقال الأستاذ "ابراهيم عيسي" في الدستور الأسبوعي لهذا الأسبوع دفعني للكتابة لعرض وجهة نظري المتواضعة في هذا الموضوع.

لقد وصف الأستاذ "ابراهيم عيسي" التصرف بأنه تصرف خائب!!
وانه كان من الواجب علي "منتظر" الالتزام بكونه مراسل صحفي والقيام بأي فعل صحفي مثل سؤال بارد أو لهجة مستفزة ولا تصل أبداً الي قذف الحذاء!!

كلنا علم ان "منتظر" كان قد اُختطف في أوائل عام 2008 وتعرض لأصناف من الترهيب والتعذيب ، ونعلم ايضاً - مع ان البعض قد نسي - ان الاحتلال يفعل الويلات مع العراقيين....بمعني أخر تنطبق كلمات الخال علي حال "الزيدي" فقد بيع وطنه وأُذيع سره ولكنه - والله الحمد - أبي أن يكون بتاع!! برغم ملايين البتاع بين المحيط والخليج!!

كان من الغريب ان أقرأ تلك الكلمات من قلم "عيسي" ولكم له من مقدار صحفي كبير ، ولكن من الغريب ألا يستوعب "عيسي" كم القسوة والعنف التي تعـّرض لها الزيدي في وطنه المـُباع وبالتالي كان التصرف تسلسلاً طبيعياً للأحداث.

لا أرتقي بالحدث الي معركة كرامة ولكنه تعبير غاضب ليس بالضرورة ان يعبر عن امكانيات المواطن العربي في مقاومة الاحتلال الغاصب.

نهاية
تحية الي "الزيدي" والي حذاءه الجسور.
وتحية عظيمة لكل من نظر الي المرآه ولم يجد "بتاع".

16‏/12‏/2008

غضب الرماد..2

بعد ان وعدت بتكملة القصة علي مرتين أخرتين اكتشفت انها لا تستحق كل هذه المدة نظراً لقصر قامتها ، وبالتالي أعرض تكملتها مرة واحد علي حضراتكم ولكم جزيل الشكر.


انظر في ساعتي ، أشعل سيجارة أخري وأنا انظر الي النيل.
انها القاهرة التي صارت موحشة جداً ولكنها ليست كالوحشة التي شعرت بها حين رأيت كلمة "مقبرة جماعية" تعلو الصخرة التي أطبقت علي صدر أحلامي واحلام أكثر من 500 شخص أخر.

تظاهرت مع المتظاهرين ولكن بلاجدوي.
حتي قابلته...وأسكني شقة متوسطة مريحة ، كان دائم الحديث علي الحكومة وغباءها وكنت مؤيدا بالطبع لكلامه.

وجاء اليوم الذي قلت له فيه مايريد سماعه ، أنني أنوي الانتقام من الحكومة التي أتت علي اليابس والأخضر في حياتي ان كان هناك أخضر ، ولم أشغل بالي كثيراً بتلك الابتسامة التي علت وجهه ، فأي كان نوعها فهي لا تهمني أبداً.

جاء يوماً ومعه أحد الرجال الذي عـرّف نفسه بأنه الأخ/فلان الفلاني ، وكنت أدرك ان اعطاء صبغة دينية للموضوع يجعله أقرب للقلب وخاصة الي قلب أعمي مولع بالانتقام كقلبي وبالتالي تولد الحماسة رغم عن أنف الجميع.

علمني تكوين وتفكيك بعض المتفجرات ، ولكني كنت أعلم أنه لم يعلمني كل شئ ، وكنت أعلم أنه في ساعة التنفيذ يصبح المتحكم الرئيسي بالمتفجرات هو الوقت.

طلب مني أن أطلق لحيتي كي أقابل ربي بها وظل يتكلم كثيراً عن الشهادة في سبيل الله وما الي أخره من هذا الكلام الذي فهمت انه مجرد مسرحية تجعلني بطلا بمسرحية أكبر تـضر بأهل الدين وتجعلهم ارهابيين في نظر المجتمع.

ولكن من قال ان السياسية تهمني؟ اللعنة عليهم جميعاً بدءاً من هذا الرجل حتي الرئيس نفسه ، قكل ما أبغيه هو الانتقام والانتقام فقط.

اليوم هو يوم التنفيذ....مكان التنفيذ "خان الخليلي" ولا يحتاج الأمر الي "هولمز" لاستنتاج ذلك.

أقف أمام المرآه في الحمام ، أحلق لحيتي بهدوء ضارباً بكلامهم عرض الحائط ، فقد تركوني منذ يومين علي أية حال.

أنزل قبل ميعادي بساعة كاملة ممسكاً بحقيبة صغيرة تحتوي علي المتفجرات.

غيرت طريقي 4 مرات علي الأقل لكي أهرب من أي مراقبة ،وابتعدت تماما عن مكان التنفيذ!!

توجهت الي مبني المحافظة التي حفظت كل شبر من كله الخارجي وبعض من تفاصيله الداخليه والتي ظللت أبحث عن ثغرة به حتي وجدت عشرات الثغرات ، ان النظام الأمني به هو عبارة عن ثغرة كبيرة!!

الآن أنا في الداخل ،ابحث عن المطبخ وبعد ان وجدته اسحب منه أنبوب الغاز متحركاً بها الي نصف المبني تحت أعين الجميع بكل ثقة.

دقات قلبي تتسارع في سباق محموم ، عرقي يغمرني وأنا أحمل الأنبوب علي كتفي لأضعها في منتصف المبني بجانب حائط.

افتح منظمها قليلاً وسلبية الناس ستكتفي بالباقي واضع بجانبها الحقيبة....اهبط السلم سريعاً واخرج لأري أخر أشعة الشمس.

نفس الشفق الأحمر ونفس الابتسامة ولكنها تحمل معني أخر معني يـُشعرني بالفخر.

يرتجف جفني وترتجف يدي اليسري وأنا أنظر للمبني....أشعل سيجارة وأسير بهدوء نحو اللاشئ.

جريدة الجمهورية / صفحة الحوادث
كتب / علان العلاني
بالأمس وفي حوالي الساعة الخامسة ومع خروج أخر موظفي مبني المحافظة حدث انفجار أطاح بدور كامل من مبني المحافظة وقد حضر لمكان الحادث العقيد/فلان الفلاني والرائد/ترتان الترتاني وبعد معاينة مكان الحادث قرر معمل البحث الجنائي ان العملية بفعل فاعل عن طريق قنبلة وانفجرت علي اثرها انبوبة غاز وضعت عن عمد جانبها.
وقد تبين انه لا توجد اضرار بالأرواح ولكن الاضرار المادية وصلت لبعض الخزائن بمبني المحافظة ، ويبدو من كل هذا العمل ان هناك مخطط كبير لزعزعة الأمن في مصر. ولقد صرح .............

14‏/12‏/2008

غضب الرماد..1

قصة غضب الرماد في ذهني منذ حادث الدويقة ولكني أمارس الكسل بنشاط عجيب!! وبالتالي فهي لم تكتب الا منذ ساعة واحدة من نشرها بالمدونة فأرجو أن تحوذ اعجابكم مع التنويه انها ستـُكتب علي 3 تدوينات لأنها طويلة بعض الشئ ، وسأفصل بين كل تدوينة والأخري يومين فقط الا اذا مت أو اعتقلت.
والآن فليبدأ الغضب....


ارتجف جفني وارتعشت يدي اليسري حين نظرت الي مبني محافظة القاهرة والتي خرجت منه تواً.

أخرجت سيجارة وأشعلتها بأيدي متفككة ثم سرت بهدوء نحو اللاشئ وبدون هدف محدد.

نسمات الهواء البارد تجعل القشعريرة ترقص رقصة الجنون علي ظهري وتذكرني بالأحداث...كم هي سريعة!...ولكم هي مؤلمة!!

صخرة الدويقة أعلنت أن احتمالها الطويل قد انتهي ، وملك الموت يظلل المنطقة في تلك الساعة من الصباح الباكر مستعداً لتنفيذ أمر الرحمن.

قرقعة عظيمة وجلبة الانهيار تصم الأذان...أعدو خارج البيت وبمجرد خروجي منه...لم يعد بيت...فلقد أحالته الصخرة الي تراب.
أرتعد لمجرد تذكر مشهد العظام والدماء وقد اختلطت بالتراب.

الغبار يملأ المكان...والصرخات والصياح يصلان لعنان السماء...والنحيب والعويل يزرعان الجنون في رأسك.

أحفر كالمجنون...يناولني أحدهم معولاً...وأظل أحفر حتي يخرج الدم من يدي معلناً تمرده علي جهدي الذي أستنذفه.

تتوسط الشمس كبد السماء والناتج الذي أخرجته لا يزيد عن كونه "3جثث وذراعين لشخصين مختلفين وقدم" وناتجي البائس هذا لا يرتبط بأسرتي بأي صلة.

يجلس الضباط وجنودهم في الظل...والأهالي يساعدون...يصرخون...يبكون.

يبتسم الشفق ابتسامته الحمراء ملقياً في قلبي كل معاني الوحشة والكأبة والذل واليأس....والغضب.


ثلاثة أيام وأنا علي هذا الحال ومِـن حولي مـَن كانت فاجعتهم أكثر أو أقل.
ثلاثة أيام وقد أتت آلات الحفر لا لشئ سوي لتسوية المكان ووضع أسخف وأقبح لافتة رأيتها في حياتي ، لافتة كـُتب عليها بدم بارد

"مقـبـرة جمـاعـيـة"

02‏/12‏/2008

الغرباء 1

ان نظرية الغرباء هي نظرية غير مكتوبة ولا نَص لها ولكن كل الناس تعرفها لأنها وبكل بساطة تضع تعريف للغريب علي انه الأمر المختلف عن عدة أمور متشابهة أخري،قد يكون التشابه في أمور حسنة وبالتالي يصبح الغريب سيئاً أو العكس.

وبما اننا في عهد العكس ، فاليوم نضع تعاريف أخري للغريب.
فالغريب هو:

- هو الذي ينهض من مكانه في الأتوبيس / المترو / الميكروباص ليجلس مكانه امرأة أو عجوز.

- هو الذي يتعارك من أجل امرأة لا يعرفها استنجدت به من أنياب المتحرشين الناهشة للحمها.

- هو الذي ينطق بالصدق بالرغم من كونه - الصدق - قد يضره ولكنه يثق في أن "الصدق منجاة".

- هو الذي يصرخ مبيناً الخطأ حتي ولو كان المخطئ رئيساً / وزيراً / مسئولاً.

- هو الذي يحتفظ بحب الناس..وحين تسألهم لماذا تحبوه؟..لا تجد سبباً!!

- هو الذي يصف الفن الحالي بالعري والعهر بلا تردد حتي وإن كان المقابل انه سيـُطلق عليه لقب رجعي / متخلف / مـُعقـَّد.

- هو الذي يـُصر علي ان كل امرأة محترمة حتي تثبت هي العكس.


- هي التي ترتدي الواسع من الملابس عن اقتناع في مقابل انه سيـُطلق عليها لقب مقّـفلة / خشب / فلاحة.

- هي التي لا تتكلم بصوتٍ عالٍ في الشارع أو في البيت أو حتي في أفكارها.

- هي التي لا تحب المناديات بحقوق المرأة أو بالأحري انحلالها وفقدانها أهم مقومتها ألا وهو رقتها.

- هي التي تعترض علي الخطأ حتي ولو كان "عادي يعني".

- هي التي لا تجلس مع زملائها - اناث / ذكور - بعد انتهاء يوم الدراسة / العمل.

- هي التي تساعد في أعمال البيت ولا تضع كل وقتها للتلفاز والـ (اف ام) والله يرحم نعمة الله وست أبوها.

- هي التي تعرف قضايا مهمة سياسية / اجتماعية / حتي البيئية منها ولا تهتم بتفاهات مثل الممثلة علانة تزوجت فلان والفنان العلاني طلّق ترتانة.


ذلك النوع من الغرباء تتعلق غرابتهم بغرابة أخلاقهم الي حد ما عن من حولهم ، ولنا لقاء أخر عن الغرباء ولكن غرباء من نوع أخر.

Blogger template 'WateryWall' by Ourblogtemplates.com 2008